الغلبة للفروج!
حقق الفروج فوزاً معلناً على أقرانه من فصيلة اللحوم الحمراء منها والمُزرّقة (المهربة) بلونه الأبيض ببلوغ أسعاره أرقاماً غير مسبوقة في تاريخ الصراع والتنافس بينها وبين لحوم الأكباش والتيوس وليسجل هدفاً قاتلاً في مرمى شباك المواطن.
هذا الفوز حققه الفروج بحضور المتفرجين من جمهور المراقبين وحماية المستهلك وعلى خلفية هذا الفوز علق المعنيون والمحللون الاقتصاديون والمربون والمستوردون والمصدرون وأدلى كل منهم بدلوه من تصريحات ومسوغات ما أنزل الله بها من سلطان ملأت دلو المواطن من تلك التصريحات التي استقبلها المواطن المستهلك بمزيد من الصبر والسلوان لهذه المادة الغذائية التي لم تعد بديلاً بروتينياً حيوانياً يغنيه عن اللحوم الحمراء والخضراء والزرقاء وحتى المعلبة منها! ولتأتي هذه التصريحات والتسويغات معلبة جاهزة ومركونة على شماعة تقصيرهم ورفوف مكاتبهم يسحبونها لحظة اختناق المواطن لإنعاشه من «كورونا» الأسعار وارتفاع حرارتها التي تصيب المستهلك باختلاج حروري سعري.
والأنكى من ذلك أن الكل يرمي المشكلة على الكل ويلقي باللائمة على الآخر.. وآخر ما حرر منها هو ما قاله المربون من أن قرار الحكومة الأخير بإلزام المستوردين بتسليم نصف استيرادهم من العلف لمؤسسة الأعلاف التي بدورها رفعت سعر الطن منه فوق أسعار دول الجوار بكثير. وهنا يسأل مراقبون: أين إجراءات «الزراعة» وتصريحاتها وكل الدعم الذي أُولي للفروج والمليارات التسعة التي رصدت.. بينما «حماية المستهلك» تعمد في تصريحاتها إلى طمأنة المواطن بأن الارتفاع مؤقت وأن الفروج قريباً سيهبط ويحطّ رحاله فوق موائد المستهلكين «الهالكين»، ومن ناحية أخرى تسعّر الفروج المشوي والبروستد المقرمش بسعر يفوق كيلو لحم الثور والجمل والأكباش والتيوس.. وأي طمأنة؟!.
واقع الحال لا يسر رغم الكثير من التسهيلات والدعم الحكومي مازال في حالة (نق نقيق وكوكو صاح الديك) ليعلو صوته على صوت المواطن بعد أن ابتلعت الأسعار لسانه.. ولتبقى الغلبة للفروج!.