على وقع ارتفاعات سعر الفروج .. اللحوم الحمراء تستعيد عافيتها

درعا – عمار الصبح:
أدى ارتفاع أسعار الفروج ووصوله إلى أرقام قياسية خلال فترة قصيرة، إلى حدوث ما يشبه الانعطافة في نمط استهلاك اللحوم في محافظة درعا، حيث استعادت أسواق اللحوم الحمراء بعضاً من نشاطها مستفيدة من عزوف كثير من المستهلكين عن الفروج الأرخص، بعدما تجاوز سعر الكيلو الحي منه 4700 ليرة.
وبالرغم من أن اللحوم الحمراء ليست بأفضل حالاتها سواء لجهة ضعف الطلب عليها أو لارتفاع أسعارها حيث سجل كيلو لحمة الخروف 19 ألف ليرة، ولحم العجل 17 ألفاً، إلا أن الارتفاعات الأخيرة في أسعار الفروج دفعت البعض لإعادة حساباته من جديد، وعلى حد قول بعض من التقتهم «تشرين» فقد وصل سعر الفروج الواحد إلى ما يقارب 11ألف ليرة، أي أن هامش الفرق بينه وبين اللحوم الحمراء تقلص كثيراً خصوصاً إذا ما أخذنا في الحسبان حاجة بعض الأسر الكبيرة إلى أكثر من فروج واحد على حد قولهم.
وحسبما أشار إليه بعض أصحاب محال القصابة لا تزال مبيعاتهم من اللحوم متدنية إلى حد كبير، فقلة قليلة فقط من المستهلكين ما زالت تستطيع مجاراة الأسعار أو أولئك الملزمون بالشراء تلبية لمناسبة اجتماعية طارئة لافتين إلى عودة بعض ممن كانوا يقبلون على شراء الفروج إلى شراء اللحوم مجدداً وإن بكميات قليلة وهذا ناتج عن المقارنة التي بات يجريها هؤلاء والتي أصبحت كفتها ترجح لصالح اللحوم, ما رفع الطلب نسبياً عليها في الفترة الماضية.
بدوره، أوضح أحد مربي الثروة الحيوانية في منطقة الصنمين أن الأسعار في السوق محكومة بجملة من العوامل أبرزها ارتفاع أسعار العلف الذي من المرجح أن يزداد الطلب عليه مؤخراً بفعل تأخر المراعي الناتج عن قلة الأمطار الهاطلة هذا الموسم حتى الآن, ما يدفع بالمربين إلى الاستعانة بالأعلاف لتعويض الفاقد من الرعي، مضيفاً أنه في المواسم التي تقل فيها الأمطار والمراعي يعزف كثير من مربي الماشية عن التسمين لارتفاع تكاليفها, ما قد يضطرهم إلى البيع.
وتشير معطيات مديرية الزراعة في درعا إلى تحسن طفيف طرأ على تعداد الثروة الحيوانية في المحافظة بنسبة 10% تقريباً، وحسب رئيس دائرة التخطيط والإحصاء في المديرية حسن الأحمد فقد وصل عدد الأغنام إلى 765 ألف رأس تقريباً، فيما بلغ قطيع الماعز 115 ألفاً، وعدد الأبقار 46 ألف رأس كما بلغ عدد المداجن المرخصة لتربية الفروج اللاحم 798 مدجنة، والفروج البياض 126 مدجنة، مشيراً إلى أن هذه الأرقام تقريبية ولم يتم إقرارها بشكلها النهائي بعد.