زاد ثلاثي الإرهاب المتمثل ببقايا عصابات “داعش” ومجموعات مليشيا “قسد” وأدوات النظام التركي من أعمالهم الإجرامية في شمال وشرق سورية وأمعنوا في النهب والسلب وسرقة النفط والغاز والمحاصيل وممتلكات الأهالي ومحطات توليد الكهرباء والخطف والقتل وقطع مياه الشرب عن مئات الآلاف من السكان وذلك بدعم وحماية قوات الاحتلال الأمريكي وقوات الاحتلال التركي، وتزيد القوات الأمريكية فوق ذلك من إنشاء القواعد العسكرية غير الشرعية على الأراضي السورية وآخرها قاعدة عسكرية كبيرة في منطقة اليعربية على الحدود السورية- العراقية.
ما يجري في الشمال السوري يشكل تصعيداً خطيراً ومنسقاً بين نظام أردوغان والاحتلال الأمريكي ولا يمكن تصديق مزاعم نظام أنقرة عن اختلاف مع واشنطن بشأن مجموعات “قسد” فهدف الطرفين التركي والأمريكي واحد وهو إطالة أمد العدوان على سورية وحرمان الشعب السوري من ثمار انتصار جيشه على قوى الإرهاب، والاستمرار في الحرب الاقتصادية بمنع الحكومة السورية من الوصول إلى مواردها الإستراتيجية من نفط وغاز وغيرها في شمال وشرق الفرات.
تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية فلول “داعش” المتبقية ومجموعات “قسد” العميلة كدرع يحمي الوجود الأمريكي الاحتلالي في الشرق والشمال ولن تتخلى عنهما مادامت القوات الأمريكية مستمرة في احتلالها لأراض سورية هناك بل بدأت مؤخراً بإحياء “داعش” وسحب معتقليه في مخيم الهول للقيام بعمليات إرهابية ضد المدنيين السوريين على الطرق الرئيسية بين تدمر ودير الزور وحلب.
وحتى الآن لا يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن ستعمد إلى تغيير المشهد بسحب القوات الأمريكية الاحتلالية من سورية، فزيادة القواعد العسكرية غير الشرعية يؤشر إلى مواصلة سياسة ترامب السابقة، وعليه لابد من أمرين لتبديل هذا الواقع، وهما تصعيد المقاومة الشعبية إلى أبعد مدى في وجه “قسد” والاحتلالين التركي والأمريكي، وقيام الحليفين الإيراني والروسي بزيادة دعمهما العسكري والاقتصادي نوعياً حتى لا يتراجع ولا يتوقف زخم إنجازات سورية وحلفائها بدحر الإرهاب ورعاته.