هذه هي البوصلة!

يتابع العالم المستجدات الدراماتيكية لانتخابات الرئاسة الأمريكية، ودوله بالتأكيد بمنأى عن تأثير السياسات الأمريكية، حتى أشد خصوم واشنطن الذين يعلنون عدم اكتراثهم باسم الفائز، هم بشكل أو آخر يتأثرون بالنتائج، وقد يميلون إلى المرشح الآخر بعد أن خبروا سياسات ترامب.
نتيجة الانتخابات حتى اللحظة قد تبدو أقرب لمصلحة بايدن الذي لو تأكد فوزه فإنه سيقود بلاداً منقسمة، بعد أن عمد ترامب طوال أربع سنوات مضت بشكل ممنهج إلى تدمير المؤسسات الأمريكية واحدة تلو الأخرى، انطلاقاً من قناعته بأنه «محاط بمجموعة من الخونة»، فهو يعزل أي شخص يجرؤ على عدم دعمه بتهمة «الاحتيال أو معاداة الدولة»، لذلك تخلّص من كل الذين يعدّهم«مُعادين»، أما الذين لم يتخلص منهم فقد انسحبوا من المشهد، والقائمة في ذلك طويلة لأشخاص في سلم الوظائف الأولى.
إرث ترامب سيكون سياسات الغضب والكراهية، إنها مأساة لأمريكا أن يصبح الانقسام السام هو القاعدة وليس الاستثناء.
قد يكون من دواعي الارتياح في أمريكا، أن الأمريكيين فهموا التهديد الذي يمثله ترامب وخرجوا بأعداد قياسية للتصويت ضده، يكفي الأمريكيين أن يتذكروا سياسات ترامب فيما يخص وباء كورونا وأعداد الوفيات و«تغريدات» السخرية التي «غرّد» بها ترامب.
وما دام الأمر في لحظة تذكر، فحري بنا نحن العرب أن نتذكر ترامب، ليس من قبيل التهليل أو الترحيب ببايدن، لكن من زاوية أنه من حقنا أن نرفض ما يمسّ قضايانا الوطنية والقومية.
من المؤكد أن ذاكرة العرب حول عهد ترامب سترتبط بالكثير من الأحداث الخطيرة، ولاسيما فيما يخص القدس المحتلة، والجولان العربي السوري المحتل، و«صفقة القرن»، ومحاولات الإجهاز على القضية الفلسطينية. ليس هذا فحسب، بل حري بنا أن نؤكد أن أمريكا اليوم هي الداعم الرئيس للإرهاب، وهي التي تحتل أجزاء غالية من أرضنا، وتسرق نفطنا وقمحنا وآثارنا وغير ذلك الكثير.
إن التعاطي مع هذه الموضوعات هو بوصلة نظرتنا إلى الرئيس الأمريكي سواء أكان ترامب الممدد له، أو بايدن الجديد.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار