ما الذي يجري في فرنسا؟

تعيش فرنسا حالة اضطراب شديد وانقسام حاد بعد حوادث العنف والعنف المضاد جراء الفتنة التي أحدثتها رسوم مجلة “شارل إبدو” المسيئة والسيئة وأدت إلى إعلان حالة الطوارئ ورفع الجاهزية الأمنية في عموم البلاد في ظل تفشي خطير لوباء كورونا للمرة الثانية أصبحت معه فرنسا تتصدر الدول الأوربية في عدد الإصابات وعدد الوفيات اليومية.
وبدلاً من أن يتجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إخماد حرائق الكراهية والبغضاء وسحب فتيل الفتنة التي سببتها الرسوم داخل فرنسا وخارجها، قام بصب الزيت على النار وأطلق تصريحات افتقدت إلى الحكمة والرؤية الصائبة واستفزت مشاعر مئات ملايين المسلمين، ما دل على أن هذا الرئيس الأخرق أسير عقلية استعمارية وعنصرية منحطة تضرب حرية التعبير والقيم الإنسانية في الصميم قبل أن تمس الرمز الأسمى والأرفع للمسلمين والبشرية جمعاء.
وهذه العقلية التي تتحكم بساكن الإليزيه حولت فرنسا إلى مجرد تابع صغير للسياسة الأمريكية تهرول صاغرة وراء المشروع الإرهابي التكفيري الذي تقوده واشنطن، بل غدت رأس حربة في دعم وتمويل ورعاية العصابات الإرهابية الظلامية التي قطعت الرؤوس وشقت الصدور في سورية، ومازالت تسير في ركب هذه السياسة المجرمة وتبقي على مئات الإرهابيين الفرنسيين على الأراضي السورية.
لقد حذرت سورية مراراً وتكراراً وعلى لسان الرئيس بشار الأسد الحكومات الأوروبية المنافقة وخاصة الحكومة الفرنسية من أن هذا الإرهاب الأسود الذي أنتجوه واحتضنوه ومدّوه بكل وسائل الدعم سيرتد عليهم، فطابخ السم لابد آكله، وهاهو السحر ينقلب على الساحر وترتكب الفظائع وتقطع رؤوس النساء والرجال في عقر دارهم وتنقلب الحياة في “بلد النور والثقافة والحضارة” إلى جحيم من دون أن يدرك ماكرون وغيره من حكام أوروبا المنبطحين أمام أعتاب البيت الأبيض أن أسَّ المشكلة يكمن في سياستهم العمياء الذيلية للولايات المتحدة الراعي الأول للمشروع الإرهابي في العالم، وما لم تراجع الحكومة الفرنسية حساباتها وتغير في سياستها ومقاربتها لما جرى فإن خسارتها في هذه المعركة ستكون أكبر بكثير من كل التوقعات.
tu.saqr@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار