ردح فيسبوكي!

يتنطّعُ الكثيرون من جهابذة وسائل التواصل الاجتماعي إلى الحديث والعمل في الاختصاصات كلها إلا اختصاصهم الحقيقي.
فواحدهم يعمل مرشداً تربوياً ونفسياً على الريق، وطبيباً تجميلياً بعد الظهر ينصحُ في قضايا “التاتو” و”الآي لاينر” وأسنان اللولو وابتسامة الموناليزا، ثم مساءً يتحوّل إلى مهندس كهربائي يُشرقِط بالمسبّات ضد كل عمال الطوارئ والوزارات المعنية.
فيما صديقتُه في “مهنة النقيق والادعاء” تتفوق عليه، إذ تقترح خططاً استراتيجية في إعادة هيكلة البنية الإدارية والقانونية والمالية لمؤسسة ما…لكن فقط بقولها: “هناك ضرورة ملحّة لإعادة هيكلة بنية الوزارة الفلانية” دون أي مقترح حقيقي وواقعي قابل للتنفيذ وعلى سبيل المثال لا أكثر لكي يأخذ به أصحاب الشأن فيما لو وصل منشورها الخارق هذا إليهم. والأسوأ أنها هي نفسُها تتحول في الليل الرومانسي بعنادٍ مستمرٍ بل بجرأة الجاهل إلى شاعرة تكتب قصائدَ في مديح نفسها.
ثم لدينا أولئك الذين يردّون على هؤلاء في سجال لا نهائي حيث غبارُ الكرّ والفرّ يعكّر الفضاء الأزرق وصرير سيوف “اللايكات” المؤيدة يحتدم مع قرع طبول الجمل الشاجبة ودويٍ “الدسلايكات” المنذرة بكوارث ديجيتالية من عيار الحظر والتقييد والإبلاغ عن الصفحات وتسليط “الهاكرز” مع العتاد الكامل من البصاق الافتراضي واللكمات الليزرية.
يا إلهي… أي جنون وأي جحيم هذا.
الكارثة أن معظم “المتفسبكين” المحليين باتوا مثل قفير الدبابير الهائجة فيما لم يبقَ إلا أقل القليل من النحل الشغيل يعمل بصمت وإيمان بأن لا شيء أكثر قيمة من جمع رحيق الكلمات لتحويلها إلى عسل معرفي نادر.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
اتحاد الكتاب "فرع اللاذقية" يحيي مع مؤسسة أرض الشام ندوة عن المرأة السورية ندوة فكرية ثقافية عن "النقد والنقد الإعلامي" في ثقافي أبو رمانة السفير الضحاك: سياسات الغرب العدائية أضرت بقدرة الأمم المتحدة على تنفيذ مشاريع التعافي المبكر ودعم الشعب السوري مؤتمر جمعية عمومية القدم لم يأتِ بجديد بغياب مندوبي الأندية... والتصويت على لا شيء! الرئيس الأسد يؤكد خلال لقائه خاجي عمق العلاقات بين سورية وإيران وزير الداخلية أمام مؤتمر بغداد الدولي لمكافحة المخدرات: سورية تضطلع بدور فعال في مكافحة المخدرات ومنفتحة للتعاون مع الجميع الرئيس الأسد يؤكد لوفد اتحاد المهندسين العرب على الدور الاجتماعي والتنموي للمنظمات والاتحادات العربية عقب لقائه الوزير المقداد.. أصغير خاجي: طهران تدعم مسار الحوار السياسي بين سورية وتركيا العلاقات السورية- الروسية تزدهر في عامها الـ٨٠ رئاسيات أميركا ومعيارا الشرق الأوسط والاقتصاد العالمي.. ترامب أكثر اطمئناناً بانتظار البديل الديمقراطي «الضعيف».. وهاريس الأوفر حظاً لكن المفاجآت تبقى قائمة