مئة وخمسون كمامة لكل مدرسة وزعتها التربية على الكادر التعليمي وطلاب الفئة «ب» بعد خمسة أيام من بدء الدوام في العاشر من آب الجاري، والمشار إليهم سيداومون بهذه الكمامات حتى آخر الشهر رغم أنها تستخدم لمرة واحدة وتصبح غير فعالة إذا ما استخدمت ثانية لأنها من النوع الطبي العادي.. وإذا ما أضفنا إلى هذه الكمامات «علبتي كلور وقشاطتين» وزعتها على المدارس قبل الكمامات، يمكننا أن نفهم ما عنته «الصحة المدرسية» بموضوع الوقاية والحرص الشديد على التعقيم الذي تحدثت عنه قبل اتخاذ القرار الحاسم؛ الانطلاق بهذه الدورة الخاصة بطلاب الفاقد التعليمي، والقرار الأخطر القاضي بافتتاح المدارس في الأول من أيلول القادم!.
إذا افترضنا أن وزارة التربية تنسق مع وزارة الصحة في هذا المجال، فإن اتخاذ هذه القرارات يبدو طبيعياً تمشياً مع بيانات الصحة التي تقول: إن انتشار كورونا لا يتعدى العشرات يومياً وإن المناعة المجتمعية كفيلة بالتغلب على هذا الوباء، مع أن المجريات على الأرض تقول غير ذلك وأهمها ضحايا هذا المرض من الكادر الطبي في دمشق وحلب على نحو خاص!.
صحيح إن عدد المسحات المتوافرة لدى الصحة لا تسمح بإعطاء أرقام كافية عن انتشار المرض ضمن الشرائح الاجتماعية المختلفة، لكن يمكن اكتشاف ذلك عبر المعارف والأصدقاء والأهالي والصيدليات والأطباء الذين «يشاهدون بأمّ العين» ما يجري على الأرض, بغض النظر عن البيانات والعينات التي يتبعونها بإرشادات ونصائح يحفظها الكبير والصغير لكنها لا تغني ولا تثمر!..
يتساءل البعض: لماذا تعاملنا مع هذا الوباء بشكل معكوس، ففرضنا الحظر والحجر في المرحلة التي لم يكن منتشراً فيها، ثم فتحنا الأجواء كلها عندما بات الحظر ملحاً وضرورياً من أجل محاصرة المرض وقطع دابر العدوى التي تغذيها زحمة الأفران وزحمة المراكز الطبية والمواصلات العامة من «سرافيس وباصات»؟!.
افتتاح المدارس في الأول من أيلول الجاري يعني فيما يعنيه زيادة في انتشار الوباء على الأرض، وكل ما نخشاه أن يحصد المرض أعداداً كبيرة من الكادر التعليمي والطلاب مثلما حصل مع خيرة الأطباء الذين عملوا بتفانٍ في ذروة المرض وكانوا من الشهداء النبلاء بالفعل!.
بانتظار رحمة القرارات المدروسة قبل أن «تقع الفاس بالراس» ولا يبقى لنا إلا رحمة السماء!.