شحّ المازوت يدخل تفل الزيتون على خط بدائل التدفئة
السويداء – طلال الكفيري:
لم يكن أمام الكثير من أسر السويداء، ولاسيما بعد أن أصبحت مادة المازوت غير مدرجة على قوائم وسائل التدفئة هذه الأيام، بسبب شح الكميات الموردة إلى المحافظة، سوى البحث عن البدائل، فكانت معاصر الزيتون وجهتهم لشراء نواتجها من مادة التفل، بغية استخدامها للتدفئة المنزلية كبديلٍ عن مادة المازوت غير الملبية لاحتياج الأهالي، وخاصة أن 85 بالمئة من أسر المحافظة لم تتوقف ” دواليب الحظ” عند أسمائهم لاستلام مخصصاتهم من المازوت وللدفعة الأولى البالغة 50 ليتراً.
ولعل الإقبال المتزايد على شراء تفل الزيتون من المواطنين، وخاصة بعد أن بات البرد أمراً واقعاً، دفع المتاجرين بهذه المادة في السوق السوداء للتحكم بأسعارها، حتى وصلوا بمبيعها إلى 3 ملايين ليرة للطن الواحد، إلا أنها، ووفق عدد من المواطنين، تبقى أخف وطأة على جيوبهم من شراء الأحطاب التي سجلت أسعارها أرقاماً فلكية، وصلت إلى حدود الـ 4 ملايين ليرة، ومثلها برميل المازوت الحر الذي لم يكن سعره أفضل حالاً.
إلا أن الكثيرين من مزارعي الزيتون فضلوا عدم الدخول في بازارات السوق السوداء، واختصروا هذا الطريق من خلال دفع 900 ليرة للمعصرة كأجور عصر، على أن يكون تفل الزيتون من نصيبهم.
ويبقى السؤال الذي يدور في خلد كل الأسر: ما دامت مادة التفل آمنة الاستخدام للتدفئة المنزلية، ومتوافرة بكميات كبيرة في موسم عصر الزيتون، فلماذا لا يتم تصنيعها ضمن معامل تتبع للقطاع العام، وبالتالي بيعها للمواطنين بأسعار مقبولة؟
من جهته، أشار مدير شؤون البيئة في السويداء المهندس رفعت خضر لـ”تشرين” إلى أن مادة تفل الزيتون باتت تستخدم ومنذ سنين عدة في التدفئة المنزلية كبديلٍ عن مادة الحطب والمازوت، وأصبحت تشهد إقبالاً على شرائها من المواطنين، لكون استخدامها آمناً بيئياً وليس لها أي أضرار صحية، وأسعارها مقبولة قياساً بسعر المازوت الحر والحطب.
يشار إلى إنتاج المحافظة من تفل الزيتون لهذا الموسم يقدر بـ 1800 طن.