هل تكسب الرهان؟
في الوقت الذي يفترض أن تكون ذراع الدولة في التدخل الإيجابي بالتسعير وكانت الرهانات كبيرة على نجاحها لكسر حدة الأسعار في أسواق يزداد لهيب أسعارها يوماً بعد يوم نجد أن المؤسسة السورية للتجارة لم تصل إلى مستوى الطموح إن كان لجهة توفير المواد بأسعار مقبولة أو نوعية تلك المواد بما خيب آمال الكثيرين بها.
ومرد ذلك قد يكون لعدة أسباب أولها الكادر البشري غير المؤهل والعمل غير المؤتمت في التعاطي مع الزبائن على عكس ما يرى المستهلك اليوم من أدوات تستخدمها العديد من مراكز البيع، ناهيك عن التدخلات والفساد في عمليات استجرار المواد وغيرها الكثير من الملاحظات على عملها.
ويمكن القول إن مقومات الرهان وأسباب نجاح عملها موجودة وبقوة وتندرج ضمن الإطار الذي تحرص عليه الدولة في إيلاء عمل هذه المؤسسة كل الاهتمام لتكون هي التاجر ، ولكي تحقق ( السورية للتجارة) التدخل الإيجابي الذي وجدت من أجله لا بد من اتخاذ العديد من الإجراءات التي قد تسهم في دعمها وتصحيح مسار عملها ولاسيما إذا تم ذلك بالتعاون مع الجهات المعنية التي تكمل عمل المؤسسة في تأمين احتياجاتها من المواد الضرورية الأكثر حضوراً على موائد المواطنين ومنها المحاصيل الزراعية المحلية مع الاستفادة من الدراسات التخصصية المقدمة من وزارة الزراعة حول طبيعة المواد المراد دعمها لمعرفة كميات وأوقات التدخل واحتياج السوق وهنا يجب تفعيل دور المؤسسة من خلال ضمان الأراضي من الفلاحين ودفع سلف لهم وبالتالي تأمين تدفق المواد بشكل منتظم وبأسعار مدروسة مسبقاً من خلال الروابط الفلاحية لتكون الذراع التنفيذية للسورية للتجارة بحيث تقوم وزارة الزراعة بتحديد الخريطة الزراعية وتقوم السورية للتجارة بوضع خططها للضمان والزراعة لمصلحتها وشراء المحاصيل للتخزين ويكون اتحاد الفلاحين بالمقابل ممثلاً بالروابط الفلاحية الذراع التنفيذية الضامنة لحقوق السورية للتجارة في تلك العلاقة وتكون الأولوية في شراء المنتج للسورية للتجارة مع تأسيس وحدات تسويقية في كل محافظة.
ويمكن للمؤسسة تسيير أسطولها من السيارات لنقل المواد والاستفادة من المستودعات والبرادات الموجودة لديها في تخزين تلك المواد خلال مواسمها وحفظها لضمان استمرار توفرها، كما يلزم تزويد الصالات بالكوادر المؤهلة البعيدة عن الفساد وزواريب المنافع الخاصة وحصر عمليات الشراء بها لا بالسماسرة مع أتمتة العمل، فإذا أعطيت تلك المقومات وغيرها مما لا يتسع المجال لذكره حالياً فعندها يتحقق الهدف وتكون المؤسسة هي القوة الضاربة في السوق ويتم كسب الرهان.