قد تحدث ثورة في العلاج بالخلايا الجذعية.. إنشاء خلية حيوانية من أقدم الكائنات على وجه ‏الأرض ‏

تشرين:
حقق علماء إنجازاً مذهلاً في مجال الأبحاث الجينية بإنشاء خلايا جذعية لفئران قادرة على ‏النمو إلى فأر حي باستخدام مادة وراثية من سوطيات طوقية، وهي كائنات وحيدة الخلية سبقت ‏الحيوانات.‏
ويعيد هذا الاكتشاف تعريف فهمنا لأصول الخلايا الجذعية ويؤكد على الروابط التطورية ‏العميقة بين الحيوانات وأقاربها وحيدي الخلية.‏
وتعد السوطيات الطوقية أقارب أحادية الخلية للحيوانات، وهي واحدة من أقدم الكائنات الحية ‏على كوكب الأرض.‏
وتشير دراسة جديدة نشرت في مجلة ‏Nature Communications، إلى أن الجينات ‏الرئيسية المشاركة في تكوين الخلايا الجذعية ربما نشأت قبل الخلايا الجذعية نفسها بكثير، ‏وربما تساعد في تمهيد الطريق للحياة متعددة الخلايا التي نراها اليوم.‏
وبقيادة الدكتور أليكس دي ميندوزا من جامعة كوين ماري، بالتعاون مع جامعة هونغ كونغ، ‏اكتشف الفريق أن السوطيات الطوقية (‏choanoflagellate‏) تمتلك نسخاً من جينات ‏Sox‏ ‏وPOU، المحركات الرئيسية للقدرة على التعدد، وقدرة الخلايا الجذعية على التمايز إلى أي ‏نوع من الخلايا.‏
ونقل موقع ‏Interesting Engineering‏” “عن الدكتور دي ميندوزا قوله : من خلال إنشاء فأر ‏بنجاح باستخدام أدوات جزيئية مستمدة من أقاربها وحيدي الخلية، نشهد استمرارية غير عادية ‏للوظيفة عبر حوالي مليار عام من التطور.‏
وكان يُعتقد أن هذه الجينات تطورت حصرياً داخل الحيوانات. ومع ذلك، يكشف هذا البحث ‏أنها كانت موجودة قبل فترة طويلة من ظهور الحياة متعددة الخلايا، ولعبت أدواراً في ‏العمليات أحادية الخلية التي أعيد استخدامها لاحقاً للكائنات الحية المعقدة.‏
وخلال التجارب، استبدل العلماء جين ‏Sox2‏ في خلايا الفئران بنظيره ‏Sox‏ من السوطيات ‏الطوقية. ونجح هذا الاستبدال في إعادة برمجة الخلايا إلى حالة متعددة القدرات (أي خلايا ‏جذعية قادرة على تكوين أنواع مختلفة من الخلايا)، ما يؤكد وظيفة هذه الجينات القديمة.‏
ولاختبار فعاليتها، حقن الفريق الخلايا المعاد برمجتها في أجنة الفئران النامية. وأظهرت ‏الفئران الهجينة الناتجة سمات جسدية تحمل خصائص من الخلايا الجذعية المستخلصة، مثل ‏بقع الفراء السوداء والعينين الداكنتين. وقد أثبت هذا أن جين ‏Sox‏ المشتق من السوطيات ‏الطوقية اندمج بسلاسة في نمو حيوان معقد.‏
وقال الفريق: تفتقر السوطيات الطوقية التي غالباً ما توصف بأنها أقرب الأقارب الأحياء ‏للحيوانات، إلى الخلايا الجذعية تماماً. وبدلاً من ذلك، من المحتمل أن تكون نسخها من جينات ‏Sox‏ وPOU‏ تنظم الوظائف الخلوية الأساسية. وتم الاستيلاء على هذه الأدوار القديمة لاحقاً من ‏قبل الكائنات متعددة الخلايا لدفع تكوين الخلايا الجذعية وتخصص الأنسجة، ما يوفر لمحة ‏رائعة عن «إعادة التدوير» الجيني التي شكلت تعقيد الحياة.‏
بدوره، قال الدكتور رالف غوتش من جامعة هونغ كونغ: إن دراسة الجذور القديمة لهذه ‏الأدوات الجينية تتيح لنا الابتكار برؤية أكثر وضوحاً لكيفية تعديل آليات تعدد القدرات أو ‏تحسينها.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار