تشكيل لجنة لمكافحة التسول.. بحصاص: بعد إطلاق سراح الأطفال المتسولين يعودون مجدداً للتسول
السويداء- سهى الحناوي:
فرضت ظاهرة التسول نفسها في العديد من شوارع السويداء بشكل كبير خلال سنوات الأزمة واستمرت حتى الآن، وبات كل متسول يبتكر طرقه في جمع الأموال واستدرار العطف وخاصة النساء منهن فترى إحداهن افترشت الرصيف هي وأطفالها.
ولعل أخطر ظاهرة استوقفتنا هي ظاهرة تسول الأطفال الجماعية وخطورة القضية تتلخص بوجود أشخاص معينين خلف عمليات تشغيل هؤلاء الأطفال يقومون على نشرهم في الأسواق وتشغيلهم وإعادتهم مساء إلى مكان ما في المدينة لأخذ المبالغ التي تم جمعها وقد تصل للآلاف.
وفي حديث لـ«تشرين» مع عدد من هؤلاء الأطفال وعن طريق مقايضتهم بمبالغ مالية أثمان علب البسكويت أو العلكة التي يتذرعون ببيعها كوسيلة من وسائل التسول اعترف محمد وجعفر وآلاء أنهم يقدمون على بيع ما يحملونه، إضافة إلى ما يجمعونه من المارة على أن يقدموها نهاية اليوم إلى “أرباب عملهم” سواء من يقومون بتشغيلهم أو لأهاليهم ممن قاموا على إخراجهم من المدارس ونشرهم في الشوارع.
وفي لقاء مع مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في السويداء- سامر بحصاص أكد أن انتشار ظاهرة التسول هي مسؤولية المجتمع المحلي أولا لاسيما تسول الأطفال، مطالبا دائرة التعليم الإلزامي بضرورة متابعة كل طفل للحد من تسربه خارج أوقات الدوام، وإبلاغ الشؤون بذلك لمتابعته، مطالبا بإحداث سجن خاص “بالأحداث” لعدم زجهم مع المساجين واكتساب سلوكيات خاطئة، والعمل على ضبط سلوكهم وتعزيز القيم الأخلاقية لديهم مع وجود مختصين نفسيين.
وأشار بحصاص إلى عواقب ظاهرة التسول ولاسيما بما يخص الأطفال لأن التسول سيصل بهم إلى أن يصبحوا مجرمين أو متعاطين ناهيك عن الوصول بهم إلى الانحراف على جميع المستويات الأخلاقية والفكرية والسلوكية، موضحا أن أهم أسباب انتشار التسول هو الفقر والحصول على المأكل والملبس والحاجيات اللازمة والضرورية ومن ثم البطالة و الإعاقة.
كما لفت مدير الشؤون إلى أنه تم تشكيل لجنة مكافحة التسول مهمتها جمع بيانات أسرية وإحصائيات والبحث عن المشكلة الحقيقية وراء تمدد هذه الظاهرة، وتابع بحصاص حديثه :أنهم يقومون بتوقيف المتسولين وتوقيعهم على تعهد بعدم العودة إلى التسول إلا أن معظمهم لا يحمل ما يثبت شخصيتهم لذلك يتم إطلاق سراحهم، أما المتسول الطفل يتم إيداعه بمقر الرعاية الاجتماعية ريثما يتم استدعاء ولي أمره إذ لا يجوز حجزه قانونيا وبعد التوقيع على تعهد يخلى سبيله ليعود مجددا لممارسة مهنة التسول.