سرقة المواطن ..!
تحسين معيشة الإخوة المواطنين وتأمين مستلزماتها مرادفة أساسية وملازمة لكل خطب بعض أجهزة ومؤسسات الحكومة ،بدءاً من مخرجات قرارات جلساتها الأسبوعية أو الاستثنائية، إلى جولات السادة الوزراء ،إلى نغمة بعض المحافظين ،وهؤلاء يولون جلّ اهتمامهم وحرصهم لتأدية كل متطلبات واحتياجات المواطن البائس !!! لدرجة لم تعد لديه شكاوى يقدمها أو يبثها عبر الأثير ، وذلك ليس من باب أن أموره (عال العال) بل لأنه ملّ الشكوى ، كونها لا تجلب إلا وجع الرأس وتشعر صاحبها بأنه شخص منبوذ وغير محبب …!
لا ننتقد أي جهة كانت، فالأمور على أتم حال وأحسن وجه ، لكن المواطن ” نقّاق” لا يشبع مهما أعطاه المسؤولون من عطايا بسخاء وهو لا يستحقها ، بل هم تمننوا عليه من جيوبهم الخاصة ،ولا نقصد هنا حصصهم من المناقصات و(التزفيتات) ،وظروف الصفقات وقياس المشروعات حسب الأحجام والأشكال ..!
من يسأل عن حال المواطن كيف يعيش ..و كيف يسكن ..و كيف يسدّد فواتير ضرائبه ..وكيف وكيف …..؟!!
المخالفات …وأي مخالفات ؟ فهي في كل مرفق وقطاع ،وليست فقط في غشّ الأغذية ، بل حدث ولا حرج في قطاع مزدهر ألا وهو المخالفات السكنية في وقت تتحدث فيه وزارة الأشغال العامة والإسكان عن مستقبل ومشاريع متنوعة واعتمادات جديدة سيتألق معها مرفق السكن والإسكان ..!
تلك المخالفات لها ألف قصة وحكاية ، أبطالها المنفذون حيتان عقارات يملكون الملاءة المالية ليس فقط للتشييد في أماكن مخالفة كموقع وكطوابق ،بل لشراء الذمم والنفوس في دوائر بعض المحافظات و الوحدات الإدارية المحلية ،ولا نتجنّى إن قلنا :هناك تبريكات من قبل بعض المحافظين لحركة تشييد المخالفات ،فلكل واحدة سعر محسوب ،والحصة (على جنب) ..!!!!
كل ذلك ..والأحاديث الممجوجة تتكرر ،ففي هدفها تسهيل أمور المواطنين وتأمين سبل معيشتهم ،وفي مضامينها ومراميها تتشعب الرؤى والمنافع المصلحية وتتلاقى عند ( كم مقدار حصتي ) ..؟!
وضع لا يطاق ، المناداة بهدف سام شيء ، ومحاولات تطبيقه عبر أساليب ملتوية سعياً للمنافع الضيقة شيء آخر وهذا باب واسع ،وتلك السلوكيات موجودة ،لا ينكرها أي مدير أو محافظ أو حتى وزير تلفه الغيرية أو حب العمل النزيه ..!
المواطن دخل مرحلة ما بعد (الدوخان والتوهان )،فلا تتغنوا بفقره وتعتيره … فلو أراد مقابلة محافظ لحل مشكلة هل سينال تحقيق أمله ..؟! دمتم ودام تغنيكم بالمواطن .. !