((جائحة كورونا)) رغم مخاوف انتشارها, وتأثيرها في الواقع الصحي والاقتصادي أينما حلت , وفي أي مكان وصلت إليه, لكنها أعادت تثبيت مكونات أساسية في المجتمع قد تراجعت من سلم أولويات اهتمام الحكومات , في مقدمتها العنصر البشري , وفي المقلب الآخر المكون الإنتاجي الذي يعزز مقومات وجود الأول , وهذه المسألة نسبية بين الدول, لكن الأهم والذي أثبتته ظروف كورونا (القطاعات الحكومية) والتي تعد الحامل الكبير الذي يمكنها من حالة التعافي من الأزمات, وخير دليل على ذلك قطاعنا العام الإنتاجي, خاصة الصناعي منه لكونه ملاذنا الوحيد ومصدر قوة الدولة في الاتجاهين الاقتصادي والخدمي, والأوسع نشاطاً , والأكثر عائدية , والأقوى في تركيبة المنتج المحلي, وكل ذلك يحمله مسؤولية التصدي للأزمات كما هو الحال في (كورونا) من خلال توفير مستلزمات الوقاية والمعالجة , ومستلزمات السوق المحلية من مختلف المواد والسلع الغذائية والنسيجية وغيرها..
ولهذه الأسباب وغيرها, كان الاهتمام الحكومي بالقطاع الصناعي واحتل قائمة الأولويات , ضمن برنامج إصلاحي , ورؤية شاملة قابلة للتنفيذ والتعاطي معها بصورة تسمح بتنفيذها, بما يتناسب وبيئة كل مرحلة , لكن خطوات البداية كانت بتشكيل لجنة للمتابعة والإشراف بصورة مباشرة على الأنشطة الصناعية وطريقة تنفيذها , وكيفية ترجمة تعاطيها مع المستجدات والانتقال بصورة مباشرة إلى المطلوب و كما فعلت بعض الشركات الإنتاجية لتوفير مستلزمات التصدي لوباء كورونا , كـ(تاميكو ووسيم , وشركة سكر حمص) وغيرها من الشركات التي سجلت حضوراً واسعاً ضمن اشتراطات الإجراءات الاحترازية , ناهيك بشركات سجلت حضورها بتوفير المنتجات الغذائية والنسيجية والمنتجات ذات الحاجة اليومية للمواطن والتي تنطوي تحت قطاع رغيف الخبز, وتأمينه بصورة أساسية لأوسع شرائح المجتمع , بدءاً من مواقع الإنتاج , وصولاً الى مواقع التصنيع..
وبالتالي فإن حالة التصدي لـ(كورونا) وضع كل المؤسسات الحكومية أمام اختبار لم تكن تتوقعه, من حيث الحجم , و الانتشار المفاجئ الذي طال معظم الدول , والذي كشف فيها هزالة التصدي, واتخاذ الإجراءات المطلوبة والتخفيف من الآثار السلبية له في المواطنين , لكن ما حصل لدينا أن القطاع العام تحملّ مسؤولياته أمام ذلك , ونجح في اختبار (كورونا) , وما تم تأمينه من أسباب المكافحة وتعزيز مستوى الجاهزية يعود لجاهزية هذا القطاع على المستويين البشري والإنتاجي, لذلك سيبقى القطاع العام رغم كل الصعوبات والمشكلات التي يعانيها الملاذ الوحيد لنا في تخطي كل الأزمات , وترفع القبعة لكل عامليه…