ارحموا عقولنا.. !!

لا يخلو حديث الشارع هذه الأيام من تصوّر حال المستقبل القريب في ظل وباء الكورونا ، وصعوبات الحياة، وثمة موجة كبيرة من التشكيك والشعور بتجاهل الجهات الوصائية لحل مشكلة الغلاء التي عانقت عنان السماء. بل هي مستمرة وتضرب في كل اتجاه بلا هوادة, ما يؤكد أن هناك خللاً جلياً. ففي كل يوم نشاهد ونسمع العجب العجاب عن الأمور التي لا يمكن تطنيشها أو التغاضي عنها .
قد يعتقد البعض أنه لم يكن مفاجأة ما جاءت به الحكومة حول نيتها بأن يكون الخبز التمويني على البطاقة ” الذكية” ـــ رغم امتعاض الشارع السوري منها ـــ الذي طالما كان الاقتراب منه خطاً أحمر !! هل تعتقد الجهات الوصائية بأنها ستحل مشكلة الازدحام أمام الأفران ؟
إذا كانت هذه وجهة النظر فلماذا لم تُحل مشكلة الازدحام في صالات السورية للتجارة التي تتكرر يومياً رغم الإجراءات الاحترازية المتخذة؟ ما يؤكد أن هناك معضلة و قرارات ارتجالية لا تمت لفائدة وليست لها مسوغات مقنعة ، وإلا كيف يمكن أن تحل مشكلة الازدحام ونحن لم نلمس القناعة التامة لعمل تلك البطاقة ..؟ فهي لم تجد في تأمين الغاز ولا المازوت ولا حتى الرز والسكر و..و.. إلا بشقّ الأنفس .. !
وقد نتفهم أننا والعالم في أزمة لكن ما لا يمكن أن نتفهمه أن نضع “المواطن ” صاحب الدخل المحدود ضمن دائرة “البطاقة الذكية ” لتأمين احتياجاته وعلى المقلب الآخر يُغضّ البصر عن شخصيات تستخدم نفوذها وأموالها لاستغلال الأسواق , والاستمرار في تطبيق ثقافة خاطئة تخضع لمزاج بعض التجار والسماسرة ..؟
ولو تحدثنا بصراحة أكثر ووقفنا أمام الحقائق فإننا لا نرى على أرض الواقع قانوناً يضبط التجار وكأنهم فوق القانون!
وفي اعتقادنا أن الكرة الآن في مرمى الجهات الوصائية , علماً أنها تهدد بين الفينة والأخرى باستخدام العصا الغليظة, بينما نجد الواقع مغايراً و لم يتغير شيء, فالفوضى قائمة، والأسعار مرتفعة , والفساد حدث ولاحرج !.
ما نريد قوله: مَن الأقوى التاجر أم الحكومة؟ وعلى من نراهن في تجاربنا التي لا يتحمل نتائجها إلا المواطن باعتباره الحلقة الأضعف ؟!. ولماذا لا تكون هناك قرارات حازمة ومقنعة تحل لبّ المشكلة؟!
كفانا تجارب ، فحال الأسواق لم يعد بحاجة إلى أدلة أو براهين وتحديداً موضوع الغلاء الذي بات يشكل قضية رأي عام ويجب على المعنيين مراجعة الخطوات السابقة واتخاذ التغييرات الأمثل ، التي تراعي التأثير والتصحيح قبل فوات الأوان..!!
إلى جميع المسؤولين : ارحموا عقولنا ! لأن ما شاهدناه يوحي بنتائج لا يحمد عقباها !!!

hanaghanem@hotmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار