فئات طفيلية

عبر مراحل الأزمات والظروف التي عانى ويعاني منها البلد في ظل الحصار الاقتصادي وظروف الحرب، كانت دائماً هناك طبقة مستفيدة ومستغلة للظروف في أغلب المجالات الحياتية التي تمس معيشة المواطن اليومية والصحية والتعليمية وغيرها، وعلى الرغم مما تقدمه الدولة في جميع المجالات إلا أن تلك الطبقة الطفيلية التي مهمتها توفير جو مناسب وملائم لفسادها وسرقتها لقوت المواطن اليومية تحاول جاهدة الالتفاف على الإنجازات واستغلال الظروف لجمع أكبر قدر من المال من خلال التلاعب في نقص بعض المواد الأساسية للمواطن والتقصير في تقديم الخدمات الضرورية.
فعندما تعمل الدولة على توفير المستلزمات الأساسية من وقود ومحروقات وغيرها من المواد التموينية نرى أن بعض التجار يتسابقون لاغتنام الفرص في احتكار تلك المواد التي يعرفون في قرارة أنفسهم أن المواطن لا يستطيع الاستغناء عنها ويتحكمون في سعرها كيفما يشاؤون، وعندما تستمر الدولة في تقديم الخدمات الطبية في المشافي العامة على الرغم من تعطل الأجهزة وقلة الكوادر نرى أن بعض الأطباء (وليس جميعهم)العاملين في تلك المشافي يخرجون عن أخلاقيات المهنة ويستثمرون في أمراض الناس وآلامهم ويتاجرون بها وبات هدفهم الأساسي الربح،حيث يدفعون المرضى بمزاجيتهم في التعامل معهم إلى مراجعة المشافي الخاصة أو العيادات الخاصة للأطباء أنفسهم التي لا يخفى على أحد الأجور الباهظة التي يتقاضونها والتحاليل الكثيرة التي يطلبونها.
وكذلك قدمت الدولة في القطاع التربوي كل ما من شأنه الحفاظ على سير العملية التربوية والتعليمية من إعادة تأهيل للمدارس والتوسع في انتشارها في كل المحافظات مع توفير الكادر التعليمي إلا أن بعض المدرسين يعملون على استقطاب الطلاب في المعاهد الخاصة أو في حلقات الدروس الخصوصية بسبب تفاوت أدائهم وتدريسهم بين القطاعين العام والخاص،يضاف إليهم بعض المراقبين للأسواق الذين ينحرفون عن مهمتهم الأساسية في مراقبة الأسواق لجني مبالغ لمصلحتهم الشخصية وغيرها الكثير من الأمثلة.
واليوم نحن في مرحلة أحوج ما نكون فيها إلى الشرفاء المخلصين في عملهم وتحمل المسؤولية بكل شفافية ونزاهة ولابد من محاربة المفسدين في أي قطاع وتشديد الرقابة عليهم حتى لايضيعوا ثمرة ما تقوم به الدولة من إنجازات أو يقللوا من أهميتها ويتم التخفيف عن المواطن قدر المستطاع.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار