السفير الضحاك: استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي بدعم أميركي يهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين

حذر مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير قصي الضحاك من أن استمرار كيان الاحتلال في ‏إشعال الحروب في المنطقة سيتسبب في نشر الفوضى وتهديد السلم والأمن الإقليميين والدوليين، داعياً ‏مجلس الأمن لوقف الإبادة والتطهير العرقي في فلسطين، والقصف والعداون الإسرائيلي على لبنان، ‏والاعتداءت الهمجية على سورية، وفيما يلي النص الكامل للبيان الذي ألقاه السفير الضحاك الليلة الماضية ‏خلال جلسة لمجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط‎:‎

على الرغم من الاحتلال الإسرائيلي وأعماله العدوانية الممنهجة وجرائمه الوحشية على مدى عقود طويلة، ‏فإن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال وستبقى تحظى بدعم قوي وواسع من جميع الدول المؤمنة بالقانون ‏الدولي ومبادئ العدالة وحقوق الشعوب، وكلما أقدم كيان الاحتلال الإسرائيلي على خطوات عدوانية ‏إضافية سعيا منه لتصفية هذه القضية ومحو التاريخ وتغيير الجغرافيا، كلما ازداد عدد المتضامنين ‏والمساندين للشعب الفلسطيني في جميع أنحاء العالم‎.‎

فالحقيقة الراسخة هي أن من يعتقد بأن أعمال القتل والإبادة والتهجير القسري ستفضي لتصفية القضية ‏الفلسطينية واهم، ومن يعتقد بأن قانون القوة سيتغلب على قوة القانون خاطئ، فالجرائم والمجازر ‏الإسرائيلية لن تزيد الرازحين تحت الاحتلال في فلسطين وسورية ولبنان إلا تمسكاً بحقوقهم المشروعة، ‏وعزمهم على استعادة أراضيهم المحتلة على النحو الذي يكفله القانون الدولي‎.‎

إن إمعان كيان الاحتلال بممارسة القتل وتدمير البنى التحتية والتهجير القسري، واستهداف الطواقم ‏الإنسانية بمن فيهم 237 من موظفي الأونروا، والصحفيين بشكل متعمد، ومحاولة الإساءة للأمم المتحدة ‏وأمينها العام وحظر عمل وكالة الأونروا، كلها انتهاكات جسيمة للقانون الدولي وأحكام الميثاق تعبر عن ‏نهج إجرامي إقصائي، وسياسات مكرسة ومتجذرة لدى سلطات الاحتلال، فجرائم الاحتلال اليوم هي امتداد ‏لجرائم عصابات هاغانا وشتيرن وأرغون الإرهابية، واغتيال الطواقم الأممية ليس سوى امتداد لاغتيال ‏الوسيط الدولي الأول الذي عينته الأمم المتحدة وهو السويدي الكونت فولك برنادوت، الذي تولى قاتله لاحقاً ‏منصب ما يسمى بـ «رئيس وزراء الكيان المحتل»‌‎.‎

وما كان لجرائم الاحتلال أن تستمر لولا الدعم متعدد الأشكال الذي توفره الولايات المتحدة وعدد من ‏حلفائها لـ «إسرائيل»، وسعيها الدؤوب لتجنيب مجرمي الحرب الإسرائيليين أي مساءلة وتمكينهم من ‏الإفلات من العقاب‎.‎

لقد أشعلت «إسرائيل» بعدوانها وغطرستها نيران الحرب في قطاع غزة، ووسعت نطاقها حتى باتت ‏المنطقة بأكملها على حافة حرب شاملة، لذا فإن نهوض مجلس الأمن بمسؤولياته لإنقاذ الأرواح من خلال ‏وقف الإبادة والتطهير العرقي في فلسطين، والقصف والاجتياح البري للبنان، وإنهاء الاعتداءات الهمجية ‏المتكررة على سورية هي الأولوية اليوم، ومن غير المقبول أن يبقى المجلس رهينة قرار سياسي لدولة ‏واحدة ارتأت تغليب مصلحة الاحتلال الإسرائيلي وإطالة أمده على حساب أمن وسلامة المنطقة ودماء ‏شعوبها‎.‎

في إطار سعيه المتواصل لإشعال المنطقة، يشن كيان الاحتلال الإسرائيلي بشكل شبه يومي اعتداءات ‏على الأراضي السورية، مستهدفا المدنيين الآمنين في منازلهم، بمن فيهم النساء والأطفال، والأحياء ‏السكنية التي تضم مقار وبعثات دبلوماسية ومكاتب للأمم المتحدة، إلى جانب استهداف المنشآت ‏الاقتصادية والمرافق الخدمية بما فيها الطرق والجسور والمعابر الحدودية التي يسلكها القادمون من لبنان ‏الشقيق هربا من آلة القتل الإسرائيلية‎.‎

وقد أكدت القمة العربية الإسلامية المشتركة التي استضافتها المملكة العربية السعودية قبل أيام إدانتها ‏الشديدة للعدوان الإسرائيلي على سورية، وطالبت مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته واتخاذ الإجراءات ‏اللازمة والحازمة لوقف جرائم الاحتلال وتنفيذ قرارات المجلس ذات الصلة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ‏للأراضي العربية بما فيها الجولان العربي السوري المحتل‎.‎

تحذر سورية من أن استمرار «إسرائيل» في إشعال نيران الحروب في منطقتنا سيتسبب في نشر الفوضى ‏وزعزعة الأمن والاستقرار، وتهديد السلم والأمن الإقليميين والدوليين‎.‎

وتطالب بلادي مجلس الأمن بالحيلولة دون ذلك، والتنفيذ الفوري لقراراته ذات الصلة وفي مقدمتها ‏القرارات /242/ و/338/ و/497/ بما يكفل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في فلسطين ‏وسورية ولبنان، وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة ونيلها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة‎.‎

تجدد سورية تأكيد رفضها القاطع للإجراءات الأحادية التي تتخذها سلطات كيان الاحتلال الإسرائيلي ‏لتقويض الأونروا وحظر عملها داخل الأراضي الفلسطينية، والتي بلغت حد توصيفها على أنها منظمة ‏إرهابية، وهو سلوك بالغ الخطورة وغير مسبوق، وتشدد على ضرورة تمكين الوكالة من الوفاء بولايتها ‏في فلسطين المحتلة والدول المضيفة بما فيها سورية، وتوفير التمويل اللازم لذلك‎.‎

وتدين سورية الاعتداءات الإسرائيلية المتعمدة على قوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان «يونيفيل»، ‏وتشدد على ضرورة الحفاظ على أمن وسلامة عناصر القوة، وكذلك أمن وسلامة بعثتي «أندوف» و ‌‏«أونتسو» وعدم المساس بولايتيهما‎.‎

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار