عدنا إلى المجهول.. سوريون في مراكز إيواء حمص: (علمني الصيد ولا تُعطني سمكة)
تشرين- ميمونة العلي:
لايزال العائدون السوريون والوافدون اللبنانيون يتدفقون عبر معابر حمص، رغم القصف الذي طال نقاط تجميع المساعدات في القصير الحدودية، والجديد استقبال مركزين للإيواء في حمص ضمن حيي القصور والبياضة للوافدين اللبنانيين والعائدين السوريين.
ويوضح مجموعة من العائدين السوريين في مركز محمود عثمان في حي القصور لـ”تشرين” أنه تمت استضافتهم في المركز منذ أكثر من عشرة أيام، وتمت إغاثتهم ضمن المركز بوجبات طعام وبعض الفرشات والبطانيات، ولكن مصيرهم مجهول، فالبعض لديه مرضى احتياجات خاصة، ولا يمكنهم البقاء في المركز، وهم بحاجة لإغاثتهم بطريقة تحولهم من الاستهلاك إلى الإنتاج.
وتؤكد أم محمد، وهي أم لطفل ورضيع، عدم قدرتها على البقاء ضمن مركز الإيواء، وأنها تحتاج من يعطيها الصنارة وليس من يعطيها السمك، إذ لا منزل لها في حمص، وبيت العائلة مهدم غير قابل للترميم، راجية من المنظمات الدولية أن تقدم المساعدة لهم بطريقة تجعلهم يعتمدون على أنفسهم في سبل العيش.
أمين سر اللجنة الفرعية للإغاثة في حمص عدنان ناعسة أوضح لـ”تشرين” أن مراكز إيواء حمص الخمسة (ثلاثة في القصير، واثنان في حيي القصور والبياضة)، تضم حوالي ٤٥٤ فرداً لبنانياً وسورياً مقيماً ضمن المراكز منذ اندلاع الحرب في لبنان، منهم ١٩٦طفلاً و٢٢ رضيعاً و٧ أفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة تقدم لهم المساعدات الإغاثية العاجلة، بالإضافة إلى الوجبات وحصص من الخضار والفواكه، واحتياجاتهم تتزايد وتتبدل مع تبدل الظروف.
والجديد أنه تم استقبال ١٧عائلة لبنانية منذ عشرة أيام في مركز عبد الرحمن شتور في البياضة، وتتم متابعة احتياجات الغرف من فرشات وبطانيات وبنى تحتية، بالإضافة لافتتاح مركز محمود عثمان في حي القصور، حيث يضم حوالي ١٣ عائلة سورية عائدة، منهم أطفال ورضع وذوو احتياجات خاصة، وأبرز التحديات حتى الآن أنهم عادوا إلى حمص ولكن لا مكان لهم يؤويهم، تمت إغاثتهم وتقديم ما يلزم ضمن حدود الإمكانات المتوفرة، حيث مازالت مساهمات المنظمات الإنسانية الدولية خجولة، وهناك احتياجات تتنامى مع قدوم فصل الشتاء والحاجة ماسة لتفعيل دور المنظمات الأممية بهذا الخصوص.
رئيس مجلس إدارة جمعية “كريم”، عيسى بدران بيّن أن الجمعية تقدم لمراكز الإيواء، التي تضم أفراداً سوريين ولبنانيين على حد سواء، ثلاث وجبات طعام جاهزة يومياً، الباردة منها تعد في مطبخ جمعية كريم، أما الساخنة فيتم طهوها في مطبخ جمعية عون بعد توقيع عقد مع((wfp واستئجار مطبخ جمعية عون لهذه الغاية.
وأضاف: نأخذ لهم المواد ويتم طهوها هناك ونوزعها على مراكز إيواء: (دير السيدة العذراء ودير مارالياس في القصير ومركز إيواء محمود عثمان في القصور ومركز إيواء عبد الرحمن شتور في البياضة)، موضحاً أن جمعية “كريم” لا تخدّم مركز إيواء بابا عمرو، حيث يخدّمه الهلال الأحمر.