انتشار واسع للعلاج باليوغا.. و76 مركزاً متخصصاً في سورية 

دمشق- بشرى سمير: 

تصادف مروري بالقرب من إحدى الحدائق العامة مع وجود مجموعة من الفتيات والسيدات يجلسن على العشب في حالة سكون تام وقد تربعن ووضعن أيديهن على أرجلهن، وكأنهن تماثيل.

وقفت أراقب ما يجري، لكن سرعان ما وضحت لي مدربة اليوغا الموجودة معهن مديحة صالح أنهن يمارسن رياضة اليوغا من أجل التخلص من الضغوط النفسية، مشيرة إلى أن اليوغا رياضة روحية وعقلية، ويعود أصلها إلى الهند منذ 5000 سنة، ولا يتم فيها استخدام أي أجهزة رياضية.

مدربة: اليوغا تخفف التوتر والقلق وتقوي عضلات الجسم 

ولفتت صالح إلى أن اليوغا تعد وسيلة ممتعة ورائعة للعمل على تحسين قوة الجسم ومرونته في الوقت ذاته، إضافة إلى التخلص من التوتر وهي سهلة التنفيذ وبإمكان الجميع ممارستها، وتناسب جميع الأعمار، وليست كما يظن البعض أنها من الطقوس الدينية، فلا تمت بأي صلة للدين أو لأي عقيدة ولا توجد أي قوانين تقيدها.

تخفيف الألم المزمن والقلق

بعض أنواع اليوغا تعمل على استرخاء الجسم، والبعض الآخر على زيادة التركيز، أو رفع القدرات الحركية للعضلات، ولكن والجدير بالذكر أن جميع أنواع رياضة اليوغا تساهم في تنظيم معدل التنفس لدى الشخص الممارس لهذه الرياضة، بالإضافة إلى دعم صحته العامة.

من أهم فوائد اليوغا -حسب صالح- أن تقنيات الاسترخاء في اليوغا تخفف من الألم المزمن، مثل: آلام أسفل الظهر والآلام التي تنتج عن التهاب المفاصل و ألم الصداع. وتساعد في الحفاظ على صحة القلب، كما تساهم في تنشيط الدورة الدموية و تخفيض ضغط الدم و الحفاظ على تمثيل غذائي متوازن.و تساعد على حرق الدهون وتخفيف الوزن وتسهم في زيادة كفاءة عملية التنفس وتزيد من مرونة أجزاء الجسم مثل الظهر والأكتاف و تساعد في تجدد طاقة الجسم والشعور بالحيوية، وزيادة قوة العضلات و تحسين الأداء الرياضي والحماية من التعرض للإصابات. إضافة إلى السيطرة على الضغط النفسي، والذي من المعروف أن له آثاراً مدمرة على الجسم والعقل، حيث يمكن للضغوطات النفسية أن تكشف عن نفسها بطرق عديدة، بما في ذلك ألم الظهر أو الرقبة، ومشكلات النوم، والصداع، وعدم القدرة على التركيز, حيث إن ممارسة اليوغا تساعد على التخلص من القلق والتوتر وتساعد على الاسترخاء، التقليل من الأرق ولا ننسى أنها فعالة جداً في تطوير مهارات التكيف والتوصل إلى نظرة أكثر إيجابية إلى الحياة، وعلى عكس الطرق التقليدية لممارسة التمارين الرياضية، فإن اليوغا تدمج التأمل، والتنفس معاً، وتساعد الشخص على تحسين صحته النفسية.

فيما أشارت عدد من السيدات المتدربات إلى النتائج الجيدة اللواتي حصلن عليها بعد ممارسة اليوغا. وتؤكد مها 45 عاماً أنها لجأت إلى ممارسة اليوغا بعد طلاقها من زوجها بصورة غيابية ولفتت إلى أنها تشعر براحة كبير وهدوء واستقرار نفسي خلال ممارسة اليوغا وتسرح بخيالها بعيداً عن كل ما هو محبط ومؤذٍ لنفسيتها.

ولفتت إلى إنها تزوجت في سن صغيرة بعمر 15 سنة ومع اقتراب إنجاب طفلها الأول بدأت تشعر بالاكتئاب وبصعوبة تحمل المسؤولية، فلجأت إلى اليوغا حسب تعليمات الطبيب، لكون اليوغا تسهم في توفير عدد من تمرينات تخفيف التوتر والإجهاد لدى المرأة الحامل، كما أن تمارين التنفس قد تكون مفيدة للأم أثناء فترة المخاض والولادة. نظراً لأن هذا النمط من اليوغا مخصص للمرأة الحامل، فهو يستبعد أي وضعيات وحركات جسدية شاقة أو مرهقة للأم، أو تلك الوضعيات التي قد تعد غير آمنة بالنسبة للجنين. ولكن والجدير بالذكر أن على المرأة الحامل استشارة طبيبها قبل البدء بأداء هذا النمط من اليوغا.

أنواع اليوغا

من جهته، محمد خليل مدرب يوغا أشار إلى أن هناك عدة أنواع لليوغا، منها ما يتعلق بالتنفس،وخلال هذا النوع من اليوغا عادة ما يتم إجراء وضعيات الجسم المختلفة واحدة تلو الأخرى على شكل حركات سلسة ومتسلسلة، والتي عادة ما يقوم الشخص بحفظ هذا التسلسل وبالتالي يقوم بأدائها أثناء التأمل، والذي يسمى حينها بالتأمل الحركي، والذي ما يكون أشبه بالرقص.

وهناك اليوغا التقليدية المعروفة للجميع ،وهي تتضمن عدداً من وضعيات الجسد التي تزامن النفس مع الحركة، وتكون هذه الحركات بشكل سلس ومتسلسل, عادة ما يتم إجراء هذا النوع من اليوغا دون وجود الموسيقا، وهناك نوع يعتمد على التركيز على انتظام حركات ووضعيات الجسم، وذلك من خلال تنظيم التنفس باستخدام تدريب تنفس معين وهو تمرين يساعد الشخص على التحكم في تنفسه أثناء القيام بتمارين اليوغا بحيث يصبح التنفس متزامناً مع حركات الجسم، ومن خلال الاستعانة بالدعائم مثل المساند، والبطانيات، والأشرطة، والحائط، والكرسي وعادة ما يتم تدريس هذا النمط من اليوغا من دون وجود الموسيقا، وبسرعة بطيئة، وذلك لمساعدة الطالب على أداء وضعيات الجسم بشكل أكثر عمقاً. وأوصى باتخاذ احتياطات الأمان، وتجنب الإصابات، فلا يجب الضغط على النفس وتخطي الحدود، وخصوصاً في مناطق الجسم المعرضة للخطر، والتي تتضمن الركبتين، والوركين، والعمود الفقري، والرقبة.

76 مركزاً في سورية

رئيس اللجنة العليا لليوغا مازن عيسى أوضح أنه يوجد في سورية 76 مركزاً، تدرب بشكل مجاني بإشراف مدربين متخصصين، وهي رياضة تساعد على التخلص من القلق والتوتر من خلال تقنياتها الجسدية والتأملات، وهذا دليل على الانتشار الواسع لهذه الرياضة، وهذا الانتشار الكبير لممارسة تقنية اليوغا في المجتمع بمختلف شرائحه العمرية من الأطفال وحتى المسنين جعل سورية تنتقل لمرحلة متطورة، حيث سورية تحتل المرتبة الأولى عربياً بعدد الأشخاص الذين يمارسون اليوغا .لافتاً إلى أن اليوغا تجسد صورة المحبة والسلام الداخلي لدى من يمارسها وتعكس قيمها في التعامل مع الآخرين. وأصبحت أمراً علاجياً وضرورية لتخليص الإنسان من التوتر والطاقات السلبية وتقليل تعرضه للأمراض والجلطات التي تسببها الضغوطات والظروف المعيشية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار