أطفال يشتكون من آلام الظهر والمتهم الحقيبة المدرسية .. وخبراء يحذرون الوزن الزائد يؤدي للانحناء

تشرين- دينا عبد:

يعود الحديث عن مشكلة وزن الحقيبة المدرسية مع بداية كل عام أو فصل دارسي جديد، حيث يلجأ أولياء الأمور إلى شراء حقيبة ظهر كبيرة بغية استخدامها لأكثر من عام ، أو ربما لأغراض أخرى كالنادي الرياضي والنزهات وغير ذلك، ولكن ينبغي الأخذ في الحسبان أن حجم الحقيبة الذي لا يتناسب مع وزن وطول التلميذ قد يتسبب بآلام الظهر والرقبة.

نصائح
د. سمير بركات اختصاصي بالصحة العامة أكد لـ«تشرين» أن حقيبة الظهر غير المناسبة يمكن أن تتسبب بإصابة الكتف أو العمود الفقري وقد يؤدي الوزن الثقيل إلى الانحناء، إذ يلاحظ أن الأشخاص الذين يحملون حقائب ظهر ثقيلة يميلون إلى الانحناء للإمام، مشيراً إلى أنه يجب اختيار حقيبة خفيفة الوزن ألا يتعدّى وزنها بالكتب التي تضمها 10% من وزن التلميذ تبعاً للمعايير الطبية، فمعدّل وزن التلميذ في المرحلة الابتدائية بين 20 و28 كيلوغراماً، وتالياً لا يجوز أن يتعدّى وزن حمولة الحقيبة 2,5 كيلوغرام، ولكن للأسف هذا المعدّل لا يتقيد به كثيرون، ونجد أن وزن معظم حقائب التلاميذ يفوق 20% من أوزانهم، وفي المحصّلة فإن وزن الحقيبة يؤثر في النمو العضلي للتلميذ وعموده الفقري.

د. بركات: وزن معظم حقائب التلاميذ يفوق 20% من أوزانهم

كما يجب أن تكون الحقيبة مريحة في الحمل، ومن الضروري التنبه إلى أن الطفل في الصفوف الابتدائية هو في طور النمو، وتالياً فإنّ عموده الفقري يكون هشاً، ويصبح صلباً ومكتملاً في سن الرابعة عشرة عند الفتاة والخامسة عشرة عند الصبي.

الالتزام بالبرنامج
بدورها أكدت د. ناديا الغزولي مديرة مركز المناهج المطورة لـ«تشرين» أن ثقل الحقيبة يأتي من تحميل الطالب كامل كتبه يومياً، والحل في هذه الحالة يكون بالتزام المتعلم بجدول الحصص اليومي للبرنامج الأسبوعي في أثناء ترتيب الكتب في حقيبته، وتالياً لأن البرامج المدرسية تراعي تنوع المواد الدراسية خلال اليوم المدرسي من مواد لها كتب تتطلب إحضارها للمدرسة ومواد لا تحتاج إلى كتب مدرسية كالمواد الفنية أو الرياضة أو تعلم وجداني اجتماعي أو تربية مهنية، لذلك فإن ثقل الحقيبة يأتي من إرفاق كل كتاب بدفتر خاص للمادة، علماً أن الكتب معدة على أن هناك مكاناً مخصصاً للكتابة من المتعلم فهو لا يحتاج إلى دفتر لكل مادة على حدة، وفي حال تطلبت المادة دفتراً للكتابة عليه إذا كان الكتاب مدوراً من عام سابق فلا داعي ليكون هذا الدفتر بحجم كبير يؤدي إلى زيادة وزن الحقيبة، علماً أن ما يضبط وزن الحقيبة هو التزام المتعلم والأهل بالبرنامج المدرسي اليومي، لأن البرامج تعد بشكلٍ متوازن.
وحسب الغزولي فإن ما يعوق وجود وزن مثالي للحقيبة هو نوع صنع الحقيبة وحجمها غير المتناسب مع عمر المتعلم، فإحضار الأهل حقيبة ذات حجم كبير ومصنوعة من مادة غير مرنة ووضع كامل الكتب بداخلها يؤديان إلى ثقل الحقيبة.
ورأت الغزولي أنه يجب العمل أيضاً على الترتيب السليم لمحتويات الحقيبة لحماية الطفل من متاعب الظهر، حيث توضع الأغراض الثقيلة بالقرب من الظهر، والخفيفة في الجزء الأمامي من الحقيبة، وذلك كي لا يتخذ الطفل وضعية الظهر الأجوف بغرض معادلة الوزن، كما يجب تجنب وضع مقالم معدنية وحافظات مياه ثقيلة الوزن، ويجب إزالة الأشياء غير الضرورية من الحقيبة بشكل يومي ومستمر.

لا تشتروها عبر الإنترنت
أحمد منصور بائع حقائب اعتبر أن هناك عاملين أساسيين يحددان سعر الحقيبة، الأول جودة ومتانة الحقيبة وقدرتها على تحمل أوزان ثقيلة وإمكانية غسلها، أما العامل الثاني فهو جودة التصميم وجاذبيته.
ونصح بائع حقائب آخر بعدم شراء الحقائب المدرسية عبر الإنترنت، لأنه من الضروري فحصها من حيث متانة القماش والسحّاب والجيوب الخارجية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار