تربية طرطوس تطلق مبادرة «فن إدارة الخلاف» في مدارس المحافظة
تشرين- ثناء عليان:
أطلقت مديرية التربية في طرطوس- دائرة البحوث- شعبة الإرشاد النفسي والاجتماعي مبادرة “فن إدارة الخلاف” وذلك تحت شعار ” لقاء، حوار، بنا ء”، في مدارس محافظة طرطوس كافة.
وبينت رئيس دائرة البحوث في تربية طرطوس الدكتورة مايا بركات أن المبادرة تستهدف كافة التلاميذ والطلاب، إضافة إلى الكوادر التدريسية والإدارية في كافة المدارس خلال شهر تشرين الثاني، وتقوم كوادر الإرشاد (النفسي والاجتماعي) في المدارس بتنفيذ المبادرة من خلال اتباع استراتيجيات ثابتة يقوم بها المرشد وتتضمن نقاشاً وحواراً ولعباً، وتقسيم الطلاب إلى مجموعات.
وتتناول المبادرة–حسب بركات- مفهوم الخلاف وأسبابه وأنواعه وأنماطه والحلول، والنتائج السلبية والإيجابية، وأنماط الناس في الخلاف، وطرق إدارة الخلاف وكيفية تجنبه، والتفكير الإيجابي لحل المشكلات، والتواصل التعاطفي، ومفهوم التسامح وأهميته وفوائده، وكيف نجعله نقطة قوة لدينا.
وأكدت بركات أنه يتم التركيز في مدارس الحلقة الأولى من الصف الأول للصف الرابع على تنفيذ محور التسامح فيها لمناسبته لمستوى التلاميذ في هذه المرحلة، وبقية موضوعات المبادرة ستنفذ على الحلقة الثانية والثانويات.
وعن أسباب إطلاق المبادرة ذكرت بركات: إن الخلافات جزء أساسي من الطبيعة البشرية، فالطلاب في الصف الواحد يتواجدون معاً ولساعات طويلة، وبالتالي من الطبيعي أن تحدث الخلافات بينهم، التي تنتج في بعض الأحيان عن اختلاف الخلفية الفكرية والاجتماعية وما يرافقه من اختلاف في الحاجات والقيم، وقد تبدأ من أشياء بسيطة جداً فتكون ردة الفعل غير مناسبة وينجم عنها مشاعر سلبية متبادلة، وأحيانا أفعال غير مسؤولة، وهنا لابد من التدخل لحل الخلاف، لأنه قد يؤدي إلى أمور كارثية.
والتحدي الأساسي–تضيف بركات- يكمن في كيفية التعامل مع هذه الخلافات بما يخدم مصلحة الطلاب ويحسن البيئة التعليمية، مؤكدة أن أي خلاف إذا لم يتم التعامل معه وإدارته بالشكل الصحيح سيعيق تركيز الطلاب وتحصيلهم العلمي ونموهم الشخصي، لذا يسهم الإهتمام بإدارة الخلافات في تحسين بيئة التعلم وتعزيز النتائج الأكاديمية والشخصية للطلاب.
وأشارت إلى أن الطلاب عندما يتعلمون إدارة خلافاتهم، يكتسبون الأدوات اللازمة للتعامل مع النزاعات بطريقة بناءة، وتحويلها إلى فرص للنمو والتعلم، ويزيد من شعورهم بالأمان والانتماء، من هنا ومن أهمية ما سبق أطلقت دائرة البحوث وعبر شعبة الارشاد النفسي والاجتماعي هذه المبادرة.
وتعتبر المبادرة الأولى لهذا العام وهي استمرار لمبادرات أقيمت العام الماضي كمبادرة “مساحتي الشخصية” التي عممت على جميع المدارس، إضافة إلى سلسلة من الندوات التوعوية “لا للعنف” التي نفذت أيضاً خلال شهري ٱذار ونيسان من العام الدراسي الفائت، وبحسب خطة شعبة الارشاد النفسي، تؤكد بركات، أنه يتم شهرياً تنفيذ مبادرة معينة استناداً إلى أهم المشكلات الموجودة في المدارس والتي ترد من خلال المرشدين النفسيين والاجتماعيين.