التدخين داخل أسوار المدارس خطر صحي واجتماعي يتهدد شباب المستقبل.. العماطوري: الظاهرة في ازدياد مطرد
تشرين- طلال الكفيري:
بعد أن كان الطالب لا يتجرأ حتى على التلفظ بكلمة سيجارة ايام زمان داخل أسوار مدرسته، للأسف باتت اليوم باحاتها متنفساً لمن أدمن التدخين بعيداً عن أعين الأهل، وقريباً من أعين مدرسيه، ما أدى إلى إشهار هذه الظاهرة، خاصة بعد أن تفشت بشكلٍ علني في الكثير من المدارس، ما دفع المجتمع المحلي إلى دق ناقوس الخطر إزاء هذه الآفة التي كانت محدودة الانتشار وسرية داخل مدارسنا، لكون بقائها من دون معالجة قد يدفع بأجيال المستقبل لترك العلم جانباً، والانحدار نحو طريق الانحراف المبكر، الذي قد يدمر مسيرتهم التعليمية.
والمشكلة الأكبر التي يتطلب الوقوف عندها هي أن هذه الآفة لم يتوقف انتشارها وتفشيها داخل أسوار مدارس التعليم الثانوي، ليطول خطرها أيضاً طلاب مرحلة التعليم الأساسي، إذاً وبعد استفحال هذه الظاهرة وأضحت بمنزلة الوباء العاصف بالعديد من المدارس، بتنا نجزم تماماً بأن ازديادها بشكلٍ لافت تكمن وراءه أسباب عدة أهمها الإجراءات غير الرادعة من الإدارات المدرسية، يضافٌ إليها المراقبة المقصرة للأهل لأبنائهم الطلبة.
بدورها أشارت المرشدة الاختصاصية للإرشاد الاجتماعي المشرفة على مدارس السويداء للتعليم الأساسي عهد العماطوري لـ” تشرين” إلى أن إدمان المراهقين على التدخين أصبح في ازدياد مطرد، وهو يعود بالدرجة الأولى إلى رفاق السوء، وتقليدهم لمن هم أكبر منهم سناً، خاصة أن المراهق لا يدّخر وسيلةً في تقليدهم ظناً منه أنه أصبح رجلاً لمجرد مسكه سيجارة، وعلينا ألا نغفل كما أسلفنا رفاق السوء ، ولاسيما إن الأصدقاء يتشاركون في عاداتهم وسلوكياتهم لذلك فقد يقود مدخنٌ واحد جميع أصدقائه للتدخين، عدا ذلك فالتدخين عند طلاب المدارس يأتي أيضاً من باب التفاخر بحمل السيجارة، ولفت الانتباه نحوه، مضيفةً: إن طالب المدرسة أو المراهق، وليصل إلى مرحلة الإدمان على التدخين يبدأ أولاً بتجريبها رغبة منه في تذوق طعمها، لينتقل بعدها إلى مرحلة التعود، ليصبح لا شعورياً يطلب سيجارة ويشتريها خلسةً، لكون الجسم بات معتاداً عليها وهذه تعد مرحلة الإدمان.
وأوضحت العماطوري أن الكثير من المراهقين الذين أدمنوا التدخين يعتبرون السيجارة ضرورية لهم للحفاظ على اليقظة، والتخفيف من توترهم العصبي وصرف الملل، مع جهلهم بأن استمرارهم في هذا الدرب ستكون نهايته وخيمة، لكونه قد يؤدي إلى تردي حالة التركيز عندهم، وبالتالي سيفقدهم القدرة على الاستيعاب أثناء الدرس، ما ينعكس سلباً على تحصيلهم الدراسي، مشيرة إلى أن من الأسباب الرئيسية الأخرى التي تدفع المراهق أو الطالب للسير في طريق التدخين، هو التفكك الأسري، إضافة إلى رغبة الابن في المغامرة المترافق بتساهل الوالدين معه في هذا الموضوع، والأهم والأخطر هو توافر السجائر بشكل دائم في البيت، المترافق مع غياب دور الأسرة الفاعل في توجيه أبنائهم، خاصة أنهم في هذه السن يعيشون حالةٍ من التشتّت بسبب اختلاط مشاعرهم ورغباتهم وحاجاتهم وتطلعاتهم، لذلك باتوا يحتاجون لمن يرشدهم، فعندما يغيب دور الأم أو الأب فإن الابن بالتأكيد سيلجأ ليس إلى التدخين فحسب بل إلى الانجراف.
ولفتت إلى أن الإدمان على التدخين يبدأ بسيجارة يتعامل معها الطالب كمغامرة بريئة ما تلبث أن تتحول تدريجياً الى سلوك ادماني، يرهق ميزانية الأسرة فيما بعد، خصوصاً إذا اعتبرنا أن ثمن علبة السجائر وسطياً 10 آلاف ليرة، ووفق ذلك أصبح الطالب المدخن يحتاج شهرياً إلى نحو 150 ألف ليرة، في حال كانت العلبة تكفيه ليومين، متجاهلاً ما تحمله له السيجارة بين طياتها من أخطار صحية هو بغنى عنها.