عدّة أبراج مدمّرة.. منظومة الإنذار المبكر بالحرائق تبدأ بغرف العمليات.. ضعف الإمكانات يحول دون تعزيزها
تشرين- لمى سليمان:
أكد مدير الحراج في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي الدكتور علي صقر ثابت، أن التأسيس لمنظومة الإنذار المبكر بالحرائق قد بدأ من السنوات الماضية، وقد بدأ التنسيق مع الهيئة العامة للاستشعار عن بعد، وتم البدء بحساب مؤشر خطورة الحريق وهو على شكل خارطة تبين المساحات والمناطق الحراجية التي يكون فيها مؤشر خطورة الحريق عالياً أو متوسطاً أو ضعيفاً. وبناء على هذه الخرائط، يتم تجهيز الإمكانيات وتوجيهها للمناطق الأكثر خطورة.
وبحسب ثابت، في تصريح خاص لـ ” تشرين”، فإن مؤشر الخطورة يعتمد في حسابه على المعطيات المناخية مثل الهطل المطري والرطوبة وسرعة الرياح، إضافة إلى توزع ونوعية الغطاء النباتي مثل المخروطيات أو عريضات الأوراق، وتبعاً للمعطيات السابقة، يتم إنتاج الخرائط التي يتم الاعتماد عليها حالياً.
ويؤكد ثابت أن العمل قد بدأ لتأسيس غرف عمليات تبدأ بغرفة عمليات مركزية في مديرية الحراج وغرف عمليات في دوائر الحراج ومديريات الزراعة في المحافظات. وتم البدء بتجهيز الغرف من خلال تزويدها بحاسوب ثابت وخرائط GIS (نظام معلومات جغرافية) على مستوى كل منطقة. على سبيل المثال غرفة عمليات اللاذقية تتضمن معلومات جغرافية عن كل المناطق وتوزيع الحراج فيها، وكذلك الأمر بالنسبة لبقية المحافظات، ويتم التنسيق مع غرفة العمليات المركزية بالمحافظة.
ثابت: بدأ لتأسيس غرف عمليات تبدأ بغرفة عمليات مركزية في مديرية الحراج وغرف عمليات في دوائر الحراج ومديريات الزراعة في المحافظات
إضافة إلى ما سبق، يوضح ثابت أنه تم تحديث شبكة المواصلات اللاسلكية وتم تزويد محافظات طرطوس واللاذقية وحمص بمنظومة اتصال لاسلكي (تيترا)، وسيتم في العام المقبل استكمال تزويد كافة المحافظات بمنظومة الاتصال اللاسلكي.
وكما يبين ثابت، فإن أبراج المراقبة الموجودة في مناطق مطلة على المواقع الحراجية والتي تعتبر من تقنيات منظومة الإنذار المبكر قد تم تدمير العديد منها خلال الحرب على سورية والأبراج التي لا تزال موجودة تفتقر إلى التجهيزات الأساسية، لأن تعزيز منظومة الإنذار المبكر تحتاج إلى كاميرات مراقبة نهارية وليلية لمراقبة اندلاع الحرائق، وستكون هذه الكاميرات من ضمن التجهيزات التي سيتم العمل على تأمينها لتعزيز تقنية الإنذار المبكر. كما أنه من الواجب تأمين مراكز حماية الغابات بتجهيزات للاتصال السريع و الإبلاغ عن الحريق.
ثابت: تم خلال الحرب على سورية تدمير عدداً أبراج المراقبة الموجودة في مناطق مطلة على المواقع الحراجية والتي تعتبر من تقنيات منظومة الإنذار المبكر
ويشدد ثابت على أهمية تحديث الإطفائيات وتحديث أسطولها في جميع المحافظات، كون الأسطول الحالي قديماً ويشوبه الكثير من الأعطال الكبيرة، والتي تحتاج لإصلاح، ولكن نقص الاعتمادات المادية يمكن من ترميم بعض الأجزاء البسيطة من الإطفائيات ويمنع عملية الإصلاح الكامل أو التحديث لكامل الأسطول. إضافة إلى كون كوادر الإطفاء الحالية تشكو الضعف وتفتقر إلى التدريب وحتى إلى الأعداد المؤهلة لإطفاء الحرائق، وتحتاج إلى تدريب على التقنيات الإطفائية الحديثة، إضافة إلى التجهيزات من ملابس وسواها ويقف نقص الاعتمادات مرة أخرى كحاجز في وجه تأهيل هذه الكوادر.
وكان مجلس الوزراء أفرد حيزاً من جلسته الأسبوعية اليوم لمناقشة موضوع حرائق الأراضي الزراعية والحراجية، الذي يشعل هواجس الجميع هذه الأيام، لما يتسبب به من خسائر كبيرة في أرزاق المواطنين، وتقهقر في الموارد الطبيعية التي هي ثروة وطنية.
وجرى بحث الكثير من التفاصيل لناحية المسببات والإجراءات اللازمة للحد من خطورة الحرائق.
وتم تأكيد ضرورة تفعيل وتطوير منظومة الإنذار المبكر وتعزيز التنسيق بين الجهات المعنية، إضافة إلى الصيانة المستمرة والدورية للآليات المخصصة لعمليات الإطفاء.