الجهات الرسمية والأهلية في حماة قدمت أقصى جهودها.. العائلات السورية العائدة من لبنان بحاجة لبرامج إسكان وفرص عمل
حماة – نصار الجرف:
بلغ عدد المواطنين السوريين العائدين من لبنان إلى محافظة حماة بمختلف مناطقها، من جراء العدوان الإسرائيلي على الجنوب اللبناني ١٨٧٠ عائداً، حيث اضطرت معظم العائلات السورية هناك للعودة إلى بلدها، بعد خسارتها بيوتها التي أصيبت بالقصف هناك، وترك أفرادها أعمالهم وأشغالهم، وعاد معظمهم إلى بيوتهم أو إلى بيوت أقاربهم وأصدقائهم، أو اضطروا للاستئجار، ناهيك بحاجتهم إلى الغذاء والدواء والملابس ومستلزمات أخرى، كالأغطية والفرشات وغيرها من المستلزمات الضرورية اليومية، وخاصة أن معظمهم مازالوا ضيوفاً حتى اللحظة، ما يشكل عبئاً مادياً ونفسياً عليهم.
وقد تداعت سائر الجهات المعنية في محافظة حماة، بمختلف دوائرها الرسمية والخدمية، بدءاً من المحافظة إلى المنظمات الإنسانية كالهلال الأحمر العربي السوري والجمعيات الأهلية والخيرية وغيرها، إلى تقديم المساعدة لهذه العائلات وتقديم كل ما يلزم.
وأفاد نائب رئيس لجنة الإغاثة الفرعية في محافظة حماة علي عبد السلام لـ”تشرين” بأن عدد العائدين السوريين من لبنان إلى محافظة حماة بلغ ١٨٧٠ عائداً، حسب الإحصائيات الأولية، وأضاف: تم عقد اجتماع مع المنظمات الدولية والجهات المعنية لتقديم الاحتياجات لهذه الأسر وبحث إمكانية التدخل، لتقديم المساعدة من سلل إغاثية وغذائية وصحية وأدوية وحليب أطفال، إضافة إلى احتياجات العجزة، مشيراً إلى أن معظم العائدين موجودون لدى أهاليهم أو عند أقاربهم وأصدقائهم.
وعبر عدد من المواطنين الذين تواصلنا معهم عبر الهاتف عن احتياجاتهم وطلباتهم المختلفة وضرورة تأمينها، للتخفيف من حالتهم النفسية السيئة، لكون معظمهم ضيوفاً عند الآخرين، آملين من الحهات الدولية مساعدتهم في تأمين منازل تغنيهم عن الضغط على أقاربهم، فالوضع المعيشي صعب على الجميع، وكذلك تأمين ما يلزم حتى لا يضيع أباؤهم حقهم في التعليم، من ملابس وحقائب، هذا إضافة إلى احتياجات كبار السن من أدوية، مشيرين إلى بدء كلامح شتاء قاس يحتاجون خلاله إلى وسائل التدفئة والوقود..
المواطن العائد محمد بدر المحمد من بلدة الصارمية عبّر عن حاله، حين ذكر أنه اضطر للعودة إلى البلدة مع عائلته، بعدما دُمر بيته الذي كان يقطنه هناك وخسارته كل محتوياته، وأنهم عادوا فقط بملابسهم، وقد أصيب في وجهه إصابة بليغة، مبيناً أنه لا يوجد لديه منزل، بل حلّ وعائلته ضيوفاً عند الأقارب، ووضعه المادي سيئ جداً بعد ترك عمله ولا يستطيع العمل حالياً بسبب الإصابة، لكنه بحاجة إلى دعم ليستطيع العيش، علماً أنه راجع البلدية والمستوصف وقدم بياناته بانتظار المساعدة والدعم، علماً أن له شقيقين شهيدين.
كما أفادت المواطنة العائدة عفراء محمد حداد، من قرية الصقلية في سلحب، بأنها عادت مع أولادها من جراء الوضع السيئ في لبنان، وقامت بتسجيل أولادها في المدارس بعد عودتها، وتم إعطاؤهم اللقاحات اللازمة في مستوصف البلدة.
ولفتت حداد إلى أنها قامت بإجراء تسوية مع الجهات المعنية، وهي بانتظار منحها البطاقة الذكية لنيل الدعم عبرها، بعد إيقاف العمل بها، لكونها كانت خارج القطر.
من جانبه، رئيس بلدية عبر بيت سيف، علي فهد سليمان، أوضح أنه وفدت إلى القرية عائلة واحدة مؤلفة من خمسة أشخاص (أب وأم وثلاثة أولاد)، وهم بحاجة إلى بيت للاستئجار، حيث حلت هذه العائلة ضيفة عند أقاربها، وقد تم تأمين بيتين للإيجار في مصياف وسلحب، ولكن العائلة لم ترغب بذلك، بسبب البعد عن قريتها، كما تم التواصل مع الهلال الأحمر لتقديم فرشات وأغطية وسلل غذائية لهذه العائلة.
بدوره، مدير صحة حماة، الدكتور ماهر يونس، أوضح أن مديرية الصحة قدمت كل الخدمات الصحية للعائلات العائدة إلى المحافظة مجاناً، سواء في المراكز الصحية المتاحة أو عبر الفرق الجوالة، إضافة إلى الدعم النفسي، بالتنسيق مع الهلال الأحمر والجمعيات الأهلية العاملة على الأرض، كما تم تشميلها بحملة اللقاح الوطنية وإعطاؤها بطاقات لقاح.