الاحتياجات ملحّة و الإمكانيات محدودة.. أسرٌ سورية وافدة من لبنان بضيافة المجتمع المحلي تناشد المجتمع الدولي للمساعدة

درعا- عمار الصبح:
أكثر من عشرين يوماً مرت على عودتها من لبنان إلى بلدتها في الريف الشمالي لمحافظة درعا، ولا تزال السيدة وصال (أم رغد) بضيافة أقاربها في البلدة، إلى حين الانتهاء من إجراء الترميم لبيتها الذي هجرته منذ ست سنوات لتلحق بزوجها في لبنان آنذاك.
تصف السيدة (أم رغد) حالة بيتها بالمزرية، فلا أبواب ولا نوافذ، فيما المرافق الصحية فيه خارج الخدمة، وكل ذلك، كما تؤكد، بحاجة إلى صيانة وإعادة ترميم تقدر تكاليفها بالملايين، ولا قدرة للعائلة الوافدة على القيام بهذه المهمة بمفردها، في ظل انقطاع مصدر الدخل نتيجة توقف رب الأسرة عن العمل، بينما تعبر عن أملها بأن تسرع المنظمات الدولية بتقديم يد المساعدة لها وللعديد من الأسر الوافدة.
حال السيدة (أم رغد) لا تختلف عن حال كثير من الأسر السورية التي فرض عليها العدوان الإسرائيلي على لبنان ترك عملها ومصدر رزقها والعودة إلى من جديد إلى منازل كانت هجرتها قبل سنوات بفعل ظروف الحرب على سورية آنذاك، ما يعكس حجم معاناة هذه الأسر واحتياجها للمساعدات العاجلة والضرورية، التي تتيح لها سرعة التأقلم مع الواقع في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة.
يتحدث (أبو نبيل) وهو أحد العائدين السوريين مع أسرته من لبنان، عن الظروف الصعبة التي عاشها خلال الأيام التي سبقت عودته من جراء العدوان الصهيوني والقصف العشوائي الوحشي الذي لم يميز أحداً، ما دفعه لاتخاذ قرار العودة والنجاة بعائلته تاركاً خلفه كل شيء، ليصل إلى بيته حيث يسكن حالياً، لافتاً إلى أن العديد من الأقارب والجيران وأهل البلدة لم يقصروا معهم، وقدموا ما باستطاعتهم، حيث تم تأمين بعض الفرشات والبطانيات والمستلزمات الضرورية، بانتظار مسارعة المنظمات الدولية لتقديم المساعدة وتأمين احتياجاتهم التي هم بأمسّ الحاجة إليها، فقد تركوا كل شيء خلفهم في لبنان، على حد قوله.
وبالرغم من عدم توفر إحصائية رسمية عن إجمالي عدد الوافدين السوريين إلى المحافظة، فإن التقديرات تشير إلى أن عددهم يقدر بالآلاف، بينما يتباين عدد الأسر السورية الوافدة بين بلدة وأخرى في المحافظة، فقد شهدت البلدات التي سجل فيها توافد أعداد كبيرة إطلاق مبادرات عاجلة للاستجابة الطارئة سواء من المجتمع المحلي أم من الجهات المعنية، لاستضافة العائلات الوافدة وتأمين احتياجاتها، وخصوصاً تلك التي ليست لديها منازل، وتقديم ما أمكن من خدمات ضمن الإمكانيات المتاحة.
وفي هذا السياق، أكد رئيس مجلس بلدة معربة (في الريف الشرقي) خالد الكردي أنه منذ اليوم الأول لوصول العائدين من لبنان، تم الاطلاع على أوضاعهم والوقوف على احتياجاتهم، وتقديم كل الممكن وتنظيم قوائم اسمية للتواصل مع الجهات المختصة لتقديم المساعدة، حيث قدم المجتمع المحلي المنازل لهم، لأن الكثير من بيوتهم متضررة بصورة تجعلها غير صالحة للسكن في الفترة الحالية من جراء الحرب.
بدورهم، وأثناء حضورهم اجتماعاً للجنة الإغاثة الفرعية، أكد عدد من مديري الدوائر الحكومية وممثلي الجمعيات الأهلية والمنظمات ‏الدولية العاملة في درعا، التعاون التام مع لجنة الإغاثة الفرعية بشأن إحصاء ‏الأسر الوافدة والتنسيق مع فرع الهلال الأحمر لتقديم ما يلزم للوافدين و‏عائلاتهم وتلبية احتياجاتهم. ‏
وعن تأمين مادة الخبز للعائلات السورية الوافدة، أوضح مدير فرع المخابز في درعا المهندس حميدي الخليل أن هناك قوائم يتم رفعها من رؤساء البلديات بعدد الوافدين، ويجري تصديقها من رئيس لجنة الإغاثة بالمحافظة، وترفع إلى مديرية التجارة الداخلية وفرع المخابز لإعطاء الكميات المخصصة وفق نظام الشرائح وبسعر ٣٠٠٠ ليرة للربطة.
تجدر الإشارة إلى أن فرع الهلال الأحمر في درعا ‏أعلن وضع خطة استجابة عاجلة وطارئة لاستقبال الوافدين من لبنان، مع ‏تخصيص أرقام هواتف لسهولة التواصل، وفتح خمسة مراكز لتسجيل ‏العائلات الوافدة وتجهيز ستة مراكز إقامة مؤقتة للضرورة… لكن يبقى ذلك قاصراً أمام إلحاح إعادة إعمار المناطق التي دمرها الإرهاب..
بدورها وضعت مديرية صحة درعا العيادة الطبية المتنقلة التابعة لها تحت تصرف مركز نصيب الحدودي لتقديم الخدمات الطبية والرعاية الصحية للعائلات الوافدة إلى سورية والمتجهة نحو الأردن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار