المرأة الإيرانية رائدة في العديد من قطاعات المجتمع.. 2795 باحثة إيرانية يتم الاستشهاد بأبحاثهن العلمية
طهران – أيمن فلحوط:
كان لافتاً خلال زيارة الوفد الإعلامي لإيران، المساحة التي تشغلها المرأة الإعلامية الإيرانية في هذه المؤسسات، ونشاطها الملحوظ، ليس في هذا المجال فقط، بل تراها في مختلف القطاعات؛ في المولات والمحال التجارية وغيرها، فلعبت دوراً في عملية التطور والنهوض التي شهدتها الجمهورية الإسلامية منذ قيام الثورة حتى الآن، وتألقت في المجالات السياسية، الاجتماعية، الثقافية، العلمية، التعليمية والفنية، محافظة على القيم والهوية الوطنية والإسلامية، ولم تترك مجالاً إلا وكانت حاضرة فيه، بعكس الصورة التي رسمت عنها من قبل الغرب.
دعم مستمر للمرأة
الأكاديمي الجامعي الدكتور علي خضريان النائب في مجلس الشورى الإيراني ورداً على تساؤل (تشرين) حول عدد النساء في المجلس بين أن هناك 15 نائبة في المجلس، مضيفاً أن المرأة في إيران تحصل على دعم من الجهات الحكومية في الحصول على إجازة الأمومة الواسعة، كما تقدم لها الأرض التي تسجل نصفها باسمها والنصف الآخر باسم زوجها، وتحصل على قروض ميسرة عند الزواج لها ولزوجها، وكذلك للسكن، وعند الرغبة في اقتناء السيارة.
وبشكل عام عمل النائب سواء كان رجلاً أم أنثى صعب للغاية، لأن عليه أن يبقى على تواصل دائم ويومي مع الذين انتخبوه في المنطقة التي ترشح بها.
وفي هذا الإطار تحدث عدد من المترجمات اللواتي التقيناهن في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيراني عن شعورهن بأهمية دورهن وبمنافستهن للرجال في نطاق عملهن، بالرغم من ساعات العمل الطويلة نسبياً، والابتعاد عن أسرهن، لكنهن يؤدين، كما قلن، رسالة مهمة للتأكيد على دور المرأة في المجتمع، وبالأخص في الساحة الإعلامية.
نجاحات المرأة الإيرانية
الإعلامي مسعود حسيني ذبيحي في العديد من المواقع الإلكترونية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، طالب الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة آزاد الإسلامية في قم، تحدث لـ(تشرين) عن النجاحات الكبيرة التي حققتها المرأة الإيرانية في العقد الماضي، في مجالات العلوم وريادة الأعمال والطب، ومشيراً إلى أن أكثر من نصف عدد الطلاب الذين يدخلون الجامعة هم من النساء. وقد حققن نجاحاً كبيراً في مجال ريادة الأعمال وخلق فرص العمل في العديد من المجالات.
يضيف الإعلامي مسعود حسين ذبيحي: ربما تكون هذه القصة سخيفة، لكن الحقيقة التي ظلت وسائل الإعلام العالمية تخبر بها جمهورها منذ سنوات عن حجاب المرأة، هي أنه إذا أرادت المرأة أن تقف على قمم المعرفة والنجاح، فعليها التخلي عن الحجاب. ولا يحتاج الأمر إلى الكثير لدحض هذا القول، يكفي الإشارة إلى القائمة الطويلة من النساء اللاتي حققن نجاحاً كبيراً في العالم من خلال الحفاظ على الحجاب وتقاليد مجتمعهن.
زهرة نعمتي على سبيل المثال، التي ترتدي الحجاب في الساحات الرياضية، هي أول رياضية إيرانية تفوز بميداليات ذهبية على التوالي في ثلاث دورات بارالمبية. ومع زوجها من ذوي الإعاقة، حصلا على جوائز قيمة في المجالات الرياضية.
سهيلة سامي ولدت عام 1968، أجرت بالفعل 500 عملية جراحية للمخ والأعصاب، وكانت إقامتها في مركز هانوفر لطب الأعصاب بألمانيا، وتعلمت خصوصيات وعموميات الجراحة وهي مرتدية الحجاب.
حضور لافت للمرأة الإيرانية في قطاع الطيران
وفي قطاع الطيران الذي تنشط فيه المرأة الإيرانية منذ عدة سنوات، وهو ما يعده الشعب الإيراني خطوة جيدة فيما يتعلق بحضورهن في مجالات التنمية، وهناك حوالي 20 طياراً في إيران، منهن فهيمة أحمدي دستجردي أول كابتن طيار على الخطوط الجوية الإيرانية( Iran air) ومليكا كريمي ونشاط جهانداري وشهرزاد شمس.
وكانت مرضية أفخم الناطق باسم وزارة الخارجية في إيران أيام الرئيس أحمدي نجات.
تشكل المرأة الإيرانية 73 بالمئة من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات والأطباء الاختصاصيين في البلاد، و99.3 بالمئة من الإيرانيات مثقفات، وهو ما أشارت له عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي “زهرة الهيان” في اجتماعات الأمم المتحدة.
أما متوسط العمر لديها فهو 78 عاماً، وتشكل 70 بالمئة من الكوادر الطبية والعلاجية، و 40 بالمئة من الأطباء الاختصاصيين و 30 بالمئة من الأطباء الاستشاريين. وتم منح 128 جائزة دولية و 114 جائزة وطنية لصانعات الأفلام الإيرانيات.
على الصعيد الرياضي حصدت 3300 ميدالية متنوعة في الأحداث العالمية، وتشغل 51 من النساء مكانة بارزة في الاتحادات الرياضية كرئيسة أو نائبة، كما حصلن على 97 مقعداً دولياً في الاتحادات الدولية.
وتم توظيف 25 بالمئة من النساء في مناصب عليا في الإدارات الحكومية في البلاد، وتشغل أنيسة خزعلي مساعدة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية لشؤون المرأة والأسرة، وهناك أكثر من ألف قاضية تعمل في المحاكم الإيرانية.
60٪ من عدد الطلاب هم من النساء
ثورة في التعليم
ارتفع عدد الطلاب من 170 ألفاً في بداية الثورة الإسلامية الإيرانية إلى أكثر من ثلاثة ملايين و 300 ألف طالب في العقد الرابع من الثورة، 60٪ منهم من النساء، فازداد عدد الطالبات بنسبة واحد بالمئة سنوياً منذ عام 2019 ووصل من 46.5٪ إلى 49٪ في العام الدراسي 2021-2022 وفقاً لرئيس معهد التعليم العالي والبحث والتخطيط علي باقر طاهري نيا.
73 في المئة من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات والأطباء الاختصاصيين
من ناحية أخرى، عندما ننظر إلى عدد أعضاء هيئة التدريس من الذكور والإناث، فمن المثير للاهتمام، أن نمو أعضاء هيئة التدريس من الإناث كان 30 مرة مقارنة ببداية الثورة وأعضاء هيئة التدريس الذكور 11 مرة، ما يعني أننا نشهد زيادة ثلاث مرات في عدد أعضاء هيئة التدريس الإناث، وإجمالاً حوالي 28٪ من أعضاء هيئة التدريس في جامعات البلاد من النساء.
حالياً هناك 9340 امرأة أعضاء في جامعات العلوم الطبية، منهن 751 أستاذة جامعية، كما إن خريجات جامعات العلوم الطبية التي كانت تشكل قبل الثورة 6٪ من خريجيها قد وصلوا اليوم إلى 50٪.
الباحثات الإيرانيات
تشير الإحصائيات العالمية إلى أن 28٪ من الباحثين في العالم من النساء ومن دواعي الفخر أن تتألق النساء الإيرانيات في هذا المجال اليوم ومن بين العلماء الأكثر استشهاداً بهم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تلعب الباحثات دورهن في السلطة العلمية الإيرانية، ويوجد في القائمة 2795 باحثة إيرانية يتم الاستشهاد بهن، ونرى وجود 345 عالمة إيرانية.
إدارة الشركات
شهدت السنوات الأخيرة حضوراً للمرأة المتعلمة في إدارة الشركات الناشئة والمشروعات ومجموعات التيسير، فضلاً عن ملكيتها لـ21 ألف شركة في القطاعات الزراعية، الصناعية، المعمارية والصيدلانية وما يماثلها، فضلاً عن عضوية عاملة في غرفة التجارة وريادة الأعمال.
في الوقت الحالي، تشكل النساء أكثر من 32٪ من أعضاء الشركات النشطة في اقتصاد البلاد وسوقها.
ويعتبر إنشاء 250 شركة معرفية بجهود نسائية، ونشاط 735 سيدة كمديرات لشركات معرفية، وكذلك ألفان و 390 سيدة كعضوات في مجالس إدارات هذه الشركات وثيقة مناسبة في هذا الصدد، بالإضافة إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى وجود أربعة آلاف سيدة أعمال في البلاد وتدير 20٪ من مراكز ريادة الأعمال.
هذه بعض من الأرقام التي تحملها المرأة الإيرانية، التي تقف إلى جانب الرجل في إيران بجميع قطاعات المجتمع من دون استثناء.