على شفا كارثة بيئية.. إزالة الغابات تنذر بتصحّر متسارع على مواقعنا الحراجية.. وإجراءات التشدد لم تحدّ من تدهورها
تشرين – محمد فرحة:
تتزايد التجاوزات على غابات حراجنا وإزالة العديد من المساحات منها، إما حريقاً وإما احتطاباً جائراً، ورغم قناعة المعنيين بأن ما يقوم به المواطنون لجهة البحث عن كمية من الحطب هدفه التدفئة شتاء، لكن هذا لم يؤخذ بعين الاعتبار، مع أن قانون الحراج صارم وشديد.
ومع ذلك فغاباتنا على شفا كارثة بيئية من جراء تزايد إزالتها، ما يشكل تحدياً خطيراً للطبيعية وللبيئة ويؤثر على التغير المناخي والحفاظ على الحياة البرية بكل مكوناتها، ولعل الأرقام التي تطالعنا بها مديريات الزراعة لجهة الحرائق تحديداً لطالما كميات الحطب التي يتم قطعها سنوياً غير قادر أحد على حسابها.
ووفقاً لذلك نؤكد بأننا لا نسير على المسار الصحيح لتحقيق هدف إيقاف الاعتداءات على هذه الغابات، رغم أن الحل ليس كيمياء، فهل للمعنيين أن يجربوا ولو لمرة بأن يزيدوا مخصصات التدفئة من المازوت من ٥٠ لتراً إلى الـ١٠٠ لتر؟ .
ففي مجال تغير المناخ والحرائق، ذكرت مصادر بيئية أن هذه الحرائق تدمر سنوياً ٢٤٠ ألف هكتار على مستوى العالم، ما يؤثر سلباً على الطبيعة بكل مكوناتها النباتية والحيوانية”الايكولوجية”.
وفي تفاصيل ما يعنينا، سنتحدث عن حرائق محافظة حماة وعددها والمساحات التي طالتها، ففي مجال الهيئة العامة لتطوير الغاب، أوضح مديرها المهندس أوفى وسوف أن عدد حرائق الحراج حتى تاريخه تسعة عشر حريقاً، بلغت مساحتها ١٧٥ دونماً، وأضرار الحرائق الزراعية ٢٣٣ دونماً.
وكشف وسوف أن هذه الحرائق تشكل خطورة على الغابات وعلى البيئة بكل مكوناتها الطبيعية والنباتية والحيوانية، زد على ذلك، فإن إعادة ترميمها ليست بالأمر السهل وكم ستستغرق من الزمن لتعود الغابة التي طالها الحريق إلى ما كانت عليه؟
مشيراً إلى أن الترميم التلقائي هو الأفضل في أغلب الأحيان، لكن للأسف كثيراً ما تعذّر ذلك عندما يتعلق الأمر بالأشجار الكبيرة أو السنديان من جراء اقتلاعه من جذوره كحطب.
هذا في مجال زراعة الغاب، أما على مستوى محافظة حماة فلا يقل عدد الحرائق عن عدد حرائق حراج الغاب، بل يزيد على الـ ٢٥حريقاً، لكن للأسف لم تزودنا “زراعة حماة” بمساحتها رغم المحاولة والتكرار، وهذه نقطة سلبية جداً بحقها.
بالمختصر المفيد: غاباتنا على شفا الكارثة وهذا ليس خافياً على المعنيين، فالغابة التي لم تطلها الحرائق تطالها فؤوس الحطابين ومناشرهم الكاتمة للصوت بعيداً عن المراقبة. وبين هذا وذاك غاباتنا في خطر وزحف التصحر يقترب من الأراضي الزراعية، ليضاف ذلك إلى التجاوزات على الأراضي الزراعية من تشييد الأبنية .فكيف سيكون الحال بعد سنوات؟ هذا هو السؤال.