عمليات نوعية تُسقط كل الرهانات.. البر والجو في قبضة المقاومة اللبنانية ومُسيراتها تُعمي الرادارات الصهيونية.. الاحتلال يقرّ: علينا أن نتواضع أمام حزب الله
تشرين- هبا علي أحمد:
الأهم في الضربات والعمليات التي تنفذها المقاومة اللبنانية/ حزب الله أنها تأتي من النوعية والإيلام لكيان الاحتلال الإسرائيلي- كل مرة – أكثر من سابقتها، وتسقط الرهان على إضعاف المقاومة أو تحييدها مهما بلغت الخسائر والتضحيات، فكل عملية تنطوي على مروحة واسعة من الرسائل قوامها أن المقاومة قائمة، حاضرة، جاهزة ومتماسكة وأكثر قوة ومنعة وأشد تصميماً، وكل فقدان باستشهاد أحد قادتها يدفعها قدماً ويثبت من عزيمتها أكثر ويحملها مسؤولية أكبر لابد من إنجازها بشكلها المطلوب وأكثر.
عمليات المقاومة اللبنانية تُسقط الرهان على إضعافها وتُثبت بالدليل القاطع سلامة التخطيط والتكتيك والاستراتيجيا وامتلاك المبادرة
لذلك تختار المقاومة الميدان والصواريخ والمسيّرات لإرسال الرسائل إلى الداخل والخارج والإقليم، وكما رسائل العمليات كذلك رسائل البيانات التي تصدرها في أعقاب أي عملية تُثبت بالدليل القاطع سلامة التخطيط والتكتيك والاستراتيجيا وامتلاك زمام الأمر والمبادرة على الأرض وفي السماء.
.. عمليات المقاومة وآخرها استهداف قاعدة عسكرية «بنيامينا» للواء غولاني التابع لكيان الاحتلال جنوب مدينة حيفا، حيث أشارت المعلومات إلى أنها مُستحدثة وسرية وغير معروفة للجميع، وما خلفته لناحية عدد القتلى والجرحى الكبير يشكل كارثة على كيان الاحتلال، إضافة إلى أنها صفعة مؤلمة له، ولا تُسقط الرهانات الخاسرة على تراجع المقاومة وضعفها فقط، بل تسقط رهانات العدو في تغيير مجريات الميدان مهما بلغ قصفه الهمجي، وتراكم نقاط ضعفه، ولا سيما أن تلك العملية حولت الأنظار من انتظار الرد الإسرائيلي على الرد الإيراني (يمكن أن يتم في أي لحظة) إلى حيفا وانتظار ما بعدها وما بعد بعدها كما وعد السيّد الشهيد حسن نصر الله، ليس ذلك فحسب بل بات كل مكان وموقع ومنشأة في كيان الاحتلال، المعروفة وغير المعروفة، تحت عين المقاومة التي تمتلك بنكاً واسعاً من المعلومات يجعلها تعرف متى وأين تضرب.
وبالتالي أي استهداف إسرائيلي لأي مكان في لبنان سيأتي الرد عليه، ومن حيث لا يحتسب ولا يرى ولا يسمع، كما في استهداف القاعدة الآنفة الذكر، التي أتبعتها المقاومة صباح اليوم بصلية صاروخية نوعية على قاعدة «ستيلا ماريس» البحرية شمال غرب حيفا، مع استمرار مروحة واسعة من العمليات وعلى مساحة جغرافية واسعة.. أما العملية البرية فلها حديث آخر تقر به وسائل إعلام العدو بقوله: العملية البرية في لبنان ستصل إلى مرحلة الاستنفاد في غضون أسابيع قليلة.
ضربة قاسية
يبدو أن استهداف مُسيّرات المقاومة قاعدة «غولاني» سيبقى في التداول لعدة أيام، وعلى ما يبدو أن ما بعده ليس كما قبله، وليس متوقعاً أن يكون فاصلاً ودافعاً لمسار تفاوضي مُتعثر أساساً، فما زال في جعبة كيان الاحتلال المزيد من الإجرام، لكنه ضربة قاسية له لا يُمكن تجاوزها بسهولة، لا سيما مع إدراك أنه بات مكشوفاً كُلياً أمام المقاومة، رغم تفاخره بـ«خروقاته الأمنية» لجسم المقاومة والتي أدت إلى سلسلة من الاغتيالات، لكنه يجد نفسه فجأة أنه تحت عين المقاومة وصواريخها ومسيّراتها المُتجددة، ففي العمليات النوعية نجد أن السلاح كان نوعياً يُستخدم للمرة الأولى كما في استهداف «غولاني» حيث تخطّت المسيّرة الدفاعات الجوية للكيان فوصلت من دون أن يتم رصدها أو اكتشافها، وهذا يثبت أن قدرات المقاومة العسكرية سليمة، ويُسقط مزاعم الاحتلال بالقضاء عليها، كما أن وصول المُسيّرات إلى عمق الكيان من دون رصد من الرادارات الصهيونية يعد ضربة قاسية أربكت حسابات الاحتلال.
يُضاف إلى ما سبق أن العملية كانت نوعية ومركّبة، إذ أكد بيان غرفة عمليات المقاومة أنه في عمليّة نوعية ومركّبة، أطلقت القوة الصاروخية في المقاومة عشرات الصواريخ باتجاه أهداف متنوعة في مناطق نهاريا وعكا، بهدف إشغال منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي.. وبالتزامن أطلقت القوة الجوية في المقاومة أسراباً من المسيّرات المتنوعة، بعضها يُستَخدم للمرة الأولى، باتجاه مناطق مختلفة في عكا وحيفا.
الهجوم على حيفا خطر ومؤلم ويعدّ حدثاً صعباً وكارثياً وحزب الله حقق إنجازاً كبيراً ويجب أن نكون متواضعين أمامه
خطر ومؤلم
وأفردت وسائل إعلام العدو مساحة واسعة وكبيرة للحديث عن الحدث، تحت تسمية «كارثة المسيّرة» كما أقرّ رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي، خلال زيارة إلى القاعدة العسكرية التي ضربتها المسيّرة قائلاً: نحن في حالة حرب.. الهجوم خطر ومؤلم. في حين قال القائد السابق في«غولاني» كوبي ماروم حول عملية حيفا: لقد كانت ليلة مؤلمة وصعبة، علينا أن نكون متواضعين أمام حزب الله. بالتزامن قال رئيس شعبة الاستخبارات السابق اللواء احتياط يسرائيل زيف: حزب الله حقق إنجازاً كبيراً، وأنا لا أستخف به.
وأكدت صحيفة «معاريف» أن الهجوم الذي نفذه حزب الله على حيفا يعدّ «حدثاً صعباً وكارثياً ومزعجاً وإشكالياً بالنسبة إلى الجيش الإسرائيلي»، مشيرةً إلى «إسرائيل» لا تملك حالياً نظام اعتراض مخصصاً للتعامل مع الطائرات المسيّرة التي يتم إطلاقها من لبنان وغزة وسورية والعراق وإيران واليمن، لافتةً إلى أن الحادثة تؤكد التحديات المعقدة التي يضعها حزب الله أمام منظومات الدفاع الجوي، مشيرة إلى أن حزب الله يمكنه جرّ «إسرائيل» إلى حرب استنزاف ومؤلمة.
«إسرائيل» لا تملك نظام اعتراض مخصصاً للتعامل مع الطائرات المسيّرة التي يتم إطلاقها من لبنان وغزة وسورية والعراق وإيران واليمن
وقالت وسائل إعلام أخرى: قيل لنا بأن حزب الله مهزوم ومكسور، لكنه أثبت الليلة الماضية أنه قادر على أن يكون فتاكاً، ونجح في التعافي على الرغم من الضربات التي تلقاها، مُتسائلة: من أين لحزب الله بهذه المعلومات؟ وكيف عرفَ أن ضبّاط وجنود لواء غولاني في لحظات الاستهداف اجتمعوا في تلك القاعة لتناول وجبة العشاء وأوقع أكثر من 100 عنصرٍ بين قتيل وجريح؟
وقالت «يديعوت أحرونوت»: سيتم فحص كل الاحتمالات، ولكن من الواضح تماماً أن الطائرة من دون طيار التي أصابت هدفاً حساساً وتسببت بالعديد من الإصابات في صفوفنا لم تكن من نوع خاص فحسب، بل كان حزب الله قادراً أيضاً على إشباع أو تعطيل مصفوفات الكشف التابعة للجيش الإسرائيلي باستخدام إطلاق وابل مختلط من الصواريخ وطائرتين من دون طيار باتجاه الجليل الغربي.
ميدان غزة
وفي ميدان غزة، يواصل كيان الاحتلال مجازره بحق الفلسطينيين وسط صمت دولي مطبق وضوء أخضر أميركي، في حين يُجيّش المجتمع الدولي ضد المقاومة اللبنانية التي تدافع عن غزة وعن لبنان وعن الأمة بأكملها ضد عدو غاصب.
وفي سياق الجرائم، استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين فجر اليوم بقصف الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين داخل مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة المنكوب.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال قصفت خيام النازحين داخل المستشفى، ما أدى إلى استشهاد 4 وإصابة نحو 70 بجروح وحروق، إضافة إلى اشتعال النيران بعدد كبير من الخيام.
بدورها ناشدت وزارة الصحة الفلسطينية المؤسسات الدولية والأممية بالتدخل العاجل والفوري لحماية المستشفيات والكوادر الصحية الفلسطينية من بطش الاحتلال وإجرامه.