«النقل» تستعين بـ«الخاص» لتصنيع لوحات السيارات..! الكلف المالية تصل نحو 29 مليون دولار.. والأرقام المميزة عبر المنصة
تشرين– محمد زكريا:
تتهيأ وزارة النقل مع بداية الشهر القادم للبدء في تنفيذ مشروع استبدال لوحات المركبات الآلية الحالية بلوحات أخرى جديدة و حديثة، فيها أفضل المواصفات والمعايير العالمية، وذلك سواء للسيارات الخاصة أو العامة وسيارات الإدخال المؤقت والسيارات السياحية والشاحنات الكبيرة والصغيرة. كما أنّ الوزارة استكملت خلال الفترة الماضية كافة الإجراءات الإدارية والقانونية الكفيلة بانطلاق المشروع، ولاسيما المتعلقة بتعديل بعض مواد قانون السير بغية التوافق والتكامل مع المشروع الجديد لتبديل اللوحات، وسعت الوزارة أيضاً إلى تأمين اللوجستيات الخاصة بالمشروع والمتعلقة بتأمين المصنع، حيث استقدامه من الصين ذي مواصفات شديدة الدقة، فيه برمجة حديثة وتعود ملكيته إلى المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي، إضافة إلى تأمين بعض المعدات الخاصة بتصنيع اللوحات، لكن ما يؤخذ على الوزارة أنها أوكلت تنفيذ المشروع لشركة “خاصة ” تعنى بتصنيع لوحات السيارات وفق المواصفات العالمية.
والسؤال الذي يطرح نفسه: أين الكوادر الفنية التي تمتلكها الوزارة..؟!
الحد من حالات التزوير
مدير النقل الطرقي في وزارة النقل المهندس سامي سليمان أشار إلى أنه تمّ الانتهاء من التحضيرات الخاصة بالمشروع وأنّ اللوحات الجديدة ستكون بمواصفات فنية عصرية وعلامات عالية للأمان والجودة بشكل يراعي المعايير العالمية، موضحأً أنه تم تشكيل لجنة خاصة مهمتها ترتيب الأولويات لجهة منح اللوحات وذلك حسب المحافظات، على أن تكون بداية التبديل كمرحلة أولى للمعاملات الخاصة بتسجيل أول مرة ونقل ملكية وتبدلات فنية ما عدا معاملات القاطرات والمقطورات وتسجيل المركبة وتسوية وضع مسجلة وتغيير فئة وإعادة إلى السير وعقد تسوية وضع وتثبيت خط سير مركبة استثمار.
وبين سليمان لـ” تشرين” أنه خلال السنوات الماضية كثرت حالات التزوير في لوحات السيارات وتكرار الأرقام بين المحافظات، ومع تزايد أعداد المركبات باتت لا تلبي التزايد في الطيف الرقمي لكل محافظة، الأمر الذي يتسبب بتكرار الرقم نفسه بين المحافظات و للفئة نفسها أحياناً “عامة وخاصة “، وبالتالي فإنّ قرار تبديل اللوحات يحد و يقلل من هذه الحالات. كما أن اللوحات المستخدمة حالياً أصبحت قديمة يعود تاريخ تصنيعها لعام 1996، منوهاً بأن اللوحات الجديدة تخضع للمواصفات العالمية، بحيث يكون التصميم الجديد مكوناً من 5 أرقام على الجانب اليميني للوحة ورقمين على الجانب اليساري، وفي الوسط صورة العلم السوري واسم سورية، كما أنّ هذا التصميم يمتلك العديد من الميزات والعلامات السرية التي تسهم بمنع تزوير وسرقة اللوحات، إضافة إلى أنّ التصميم يحتوي على رقم تسلسلي وكود سري يكشف هوية السيارة.
منصة للأرقام المميزة
مدير نقل دمشق المهندس محمد علي ديب أشار إلى أنّ هذه الخطوة الجديدة جاءت لمواكبة التطور والتحديث، ولإعطاء جمالية أكثر للمظهر العام للمركبة، وعدّ أنّ تبديل شكل لوحات السيارات يتناسب مع الشكل العصري الحديث، مشيراً إلى أنّ المدة الزمنية للمشروع ثلاث سنوات، وذلك وفق مواعيد وتسلسل ودور محدد ومدروس تعلن بشكل رسمي، على أن تكون البداية في دمشق وريفها وسعر اللوحة المزدوجة أمامي وخلفي 250 ألف ليرة فقط.
وكشف ديب لـ” تشرين” أنّ المشروع يحقق عائدات مالية جيدة ترفد الخزينة العامة، لافتاً إلى أنه بالإمكان فتح مزاد لبيع الأرقام المميزة عبر المنصة الإلكترونية، والتي هي حسب المتوقع أن يتم تحصيل 50 مليون دولار قيمة الأرقام المميزة.
قيمة العقد
مدير عام الشركة الخاصة المنفذة للمشروع المهندس ناصر أبو عساف أشار إلى أنه تمت عمليات التصنيع خلال الفترة الماضية، و تم الحصول على الموافقات من قبل الجهات المعنية على مراحل التجريب لتصنيع اللوحات، حيث إن مدة المشروع ثلاث سنوات، والبداية من الشهر القادم، بطاقة إنتاجية تصل إلى 150 ألف لوحة مزدوجة شهرياً.
وكشف أبو عساف لـ” تشرين” أنّ العقد الموقع مع مؤسسة الخط الحديدي الحجازي يتضمن إنتاج 6.7 ملايين لوحة على مدار سنوات المشروع، منها 700 ألف لوحة نصف مصنع، وذلك للحاجة المستقبلية، في حين تصل قيمة العقد الموقع مع المؤسسة نحو 29 مليون دولار ما يقابلها بالليرة السورية.
يذكر أنّ عدد السيارات المسجلة في مديريات النقل بالمحافظات يصل إلى 2.5 مليون سيارة، موزعة ما بين العام والخاص والإدخال المؤقت والسياحية والشاحنات الكبيرة والصغيرة.