عن أبوابٍ لا يُمكن تحطيمها
رغم عدم النظر بجدية إلى بعض المواقع الإلكترونية، صفحات فيسبوك، غير أنه ومع مرور الوقت، فإنّ ثمة صفحات ومواقع أثبتت جدّيتها التي فاقت الكثير مما كُرست لأجله مؤسسات بكامل موظفيها، وبكامل رواتبهم وبكل الامتيازات من سيارات ومهمات وإصدارات لكل الأقارب والمحبين، ومن لفّ لفهم من المستفيدين من خيرات تلك المؤسسات والاتحادات التي تدعي الثقافة والمعرفة طوال الوقت.
فعلى هذا الفضاء الأزرق تشكلت الكثير من الروابط الجادة في أنواع إبداعية بعينها، لم تكن لتلفت إليها المؤسسات والاتحادات السابقة، بل كانت تنظر إليها شذراً على أنها ليست إبداعاً مكتفيةً بتنويعات على أشكال أدبية تخشبت منذ زمنٍ طويل، وهي اليوم في طور الدخول بمرحلة المستحاثة.
أمام ذلك الاحتكار الثقافي، وجد المجددون في الإبداع بمواقع التواصل الاجتماعي الفضاء والمناخ المناسبين لنشر “ديمقراطية” ثقافية، ولم يمضِ الوقت طويلاً على ذلك التردد في البداية حتى دخلت الكثير من التجارب طورها الجدي.
هذه الروابط الثقافية التي صار عمرها اليوم من عمر الحرب على سورية، أي ظهرت – فيما يُشبه المُفارقة – بكلّ هذا الزخم في فضاء ، حتى بدا الأمر وكأنه رد جمالي على كل شراسة هذه الحرب.
ثمة من تنبأ – وإن كان ساخراً- عن تأسيس اتحاد أدباء الفيسبوكيين، ونحن نقول: وما الضير في ذلك، وهذا اتحاد نجزم أنه لا أحد يستطيع تحطيم أبوابه.
أما حكاية تحطيم الأبواب ؛ فيروى عن الشاعر السوري عماد جنيدي، الذي رحل عن دنيانا، والذي عاش حياة هبيّة خاصة من اللامبالاة والعدم، حتى اشتهر بأنه أهم صعاليك الزمن الحديث؛ يروى عنه إنه بعد سهرة مع أصدقاء امتدت حتى الصباح، وعندما قفل الجميع راجعين إلى بيوتهم، إلا جنيدي ذهب إلى اتحاد الكتاب العرب وبدأ بضرب أبوابه حتى جاءت دورية شرطة واحتجزته، وعندما سأله الضابط عن فعلته، ناوله مجموعة شعرية، وفيها قصيدة له يقول فيها: “هيا معي نُحطم أبواب اتحاد الكتاب العرب” وقال للضابط : هذه المجموعة يا سيدي صادرة عن اتحاد الكتاب العرب وبموافقته، فما كان من الضابط إلا أن أطلق سراحه على الفور.
هامش:
…………..
تعالي
لا تتأخري
كثيراً
فلديّ ما يكفيّ
من الأزرق والأرجوان؛
لنملأ
هذا المكان الفينيقي القديم
بأسراب العصافير.