تعاون “بانورامي”..!!
كما درجت العادة مع نهاية كل عام وفي تقليد سنوي، ترى بعض الوزارات والمؤسسات، تتسابق عبر مكاتبها الصحفية في “تجميع” ما أنجزته طوال العام وبتفصيلات مطولة، ربما لا يضيف شيئاً ذكرها، ومن ثم إرسالها إلى الصحفيين في المؤسسات الإعلامية، للتعاون في نشرها على نطاق واسع وفي أكثر من وسيلة.
لا ننكر حق تلك الوزارة أو المؤسسة في “بروظة” ما أنجزته، لكن ماذا عما لم تستطع إنجازه من خطتها السنوية ؟ بالتأكيد لا يتم ذكره، وإنما يرحّل إلى خطة العام التالي، والمبررات جاهزة و”مقولبة” حين السؤال، من منعكسات ظروف الحرب إلى ارتفاع سعر الصرف وتأثيره على تغير الأسعار ومن ثم على إنجاز الخطة كاملة. طبعاً لا يمكن نكران تلك الظروف والمبررات، لكن لا يغيب عن الذهن أن التقصير والترهّل في أداء البعض له الدور الأكبر.
عن تلك الحالة المتكررة سنوياً، نتساءل: لماذا تسعى المكاتب الصحفية والمعنيون في بعض الوزارات والمؤسسات، مع نهاية العام فقط وبـ”لطافة”، جاهدين للتعاون” الآني” مع الصحفي في إظهار منجزات الجهة التي يتبعون لها، من خلال نشر”البانوراما” الخاصة بهم، بينما تراهم يتملّصون طوال العام أو يؤجلون الإجابة عن تساؤلاته التي تتعلق بمشكلة معينة، هدفه تسليط الضوء عليها و معالجتها؟ علماّ أن دور الصحفي ليس التصيّد في الماء العكر، وإنما الإشارة إلى خلل ما لمعالجته وأحياناً طرح الحلول، وربما الاستفادة من تلك التجربة في مواضع أخرى، وهنا تتحقق الغاية على مدار العام، بأن تكون الخطة أنجزت غير منقوصة ولا حاجة عندها للبحث في المبررات وإيراد المعوقات .
للأسف رغم كل التوجيهات بضرورة التعامل مع الإعلام وفهم دوره جيداً بأنه شريك في العمل للوصول إلى نتائج محققة، إلا أن البعض من المعنيين يتعاملون معه على أنه يتقصّد ذلك المسؤول للإساءة إليه أو للجهة المسؤول عنها، والغريب أكثر أن نرى البعض من المعنيين يتسابقون للإجابة والردّ على استفسارات وسيلة إعلامية محددة دون غيرها أو على مجموعات على بعض المواقع، بينما هم مشغولون ولا وقت لديهم للإجابة على صحفي من المؤسسات الأخرى، فيؤجلون ذلك وربما يتملّصون إلى أن يملّ أو لعله ينسى الموضوع!
عام جديد نحن على أبوابه، يتطلب التعاون الجدّي مع الإعلام الرسمي، لمعالجة الخلل وربما تلافيه قبل وقوعه، وإلا ستتراكم السلبيات وتستفحل. فهل سنشهد ذلك في العام القادم ؟