ملف «تشرين».. تفعيل آليات وكوادر العمل العربي المشترك.. من أين نبدأ؟

تشرين – هبا علي أحمد:
إذا أردنا الحديث عن عمل عربي متكامل حقيقي في مختلف الصُعد والاتجاهات يخدم التطلعات المشتركة والمستقبلية، فلا بدّ من التفكير وبصورة جدّية وفاعلة وسريعة في منظومة الجامعة العربية ككل بمؤسساتها وكوادرها، فعامل الوقت ليس متاحاً راهناً لأن إثبات النيات الصادقة والرغبة الجامعة بالتكاتف والتعاون إنقاذ ما يمكن إنقاذه لإعادة عوامل الأمن والاستقرار إلى منطقتنا العربية يتطلّب التحرك العاجل والكثير من الجهود.
الجامعة العربية أمام محطة مفصلية غاية في الأهمية لإثبات ذاتها كمنظمة عربية فاعلة وجامعة لتجاوز مخلفات وآثار العقد الأخير من حيث الغياب الفعلي للعمل العربي المشترك ولدور الجامعة في تفعيله، ولأن عملية الإصلاح الحقيقي وبشكله المطلوب متكاملة، فإذاً الكل معني من أدنى المستويات إلى أعلاها، ويصبح السؤال عن دور الكوادر في هذا الإصلاح مشروعاً إلى جانب ضرورة أن تقوم المؤسسات كمنظومة بدورها.. لكن كيف يمكن أن تقوم الكوادر بدورها؟

القرار السياسي المستقل هو أول وأهم الخطوات لتفعيل أداء الجامعة العربية كمؤسسات وكوادر لتعزيز العمل العربي المشترك وتوحيده لخلق بيئة اقتصادية مريحة ومناسبة للاستثمارات

أولاً لا بدّ من أن نتفق أنه لتؤدي الكوادر دورها المطلوب فمن الضروري توفير بيئة عمل مناسبة بعيداً عن الضغوط و الإملاءات الخارجية وهذا يتطلب استقلالاً سياسياً في القرار لدى الكثير من الدول العربية وفصل العلاقات الثنائية، أي التي تجمع دولة عربية بدولة أجنبية، عن العلاقات العربية – العربية ولاسيما أنه من الممكن أن تكون توجهات الدولة الأجنبية لا تتناسب مطلقاً مع توجهات الدول العربية الأخرى، لأن استقلال القرار السياسي أول وأهم الخطوات لإصلاح مؤسسات الجامعة العربية ولأداء الدور المطلوب من كوادرها في هذه المرحلة، ويجب التنويه أن الاستقلال السياسي سيوفر بالضرورة الأرضية لبيئة اقتصادية مريحة ومناسبة للاستثمارات الاقتصادية.
أما عن الدور المنوط بالكوادر فلا بدّ من الانطلاق من امتلاك رؤية، وضرورة أن تكون رؤية إستراتيجية مع تقديم مقترحات ووضع الخطوط العريضة لآليات العمل ونقلها مباشرة إلى موضع التنفيذ ولاسيما عند الحديث عن السوق العربية الكبرى، فهذا يتطلب مثلاً من الكوادر المعنية دفع الاتفاقيات قدماً والبحث عن تشبيكات وشراكات عربية فاعلة تتوازى فاعليتها مع متطلبات المرحلة من حيث تطوير العلاقات والمنظومات الجامعة والبحث عن الاحتياجات وكيفية تأمينها وتوفير أرضية حقيقية للعمل، مع الأخذ بالحسبان المشكلات والتحديات وكيفية معالجتها وتوفير حلول آمنة ومستدامة للانطلاق إلى العمل كركيزة أساسية للتعاون الدائم.
شعوب المنطقة بحاجة لمنطقة أمان ولخطوات فاعلة على طريق العمل العربي المشترك وهذا منوط بالعلاقات العربية- العربية وتوثيقها ولاسيما أن بارقة الأمل كانت لافتة خلال قمّة جدة والتحضيرات لها من قبل، وتكريس كل الجهود لإنجاحها ولوضع الخطوط العريضة للمرحلة العربية المقبلة، ولا بدّ أن الأوان آن للتنفيذ الفعلي.

اقرأ أيضاً:

ملف «تشرين».. نيات الانخراط في التكتل العربي المنتظر تصطدم بمخاوف مشروعة من الإغراق التجاري

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار