العقل الذي يصنع المشكلة؟!
ربما حان الوقت للتفكير بجيل الشباب المعطل لعدم وجود فرص العمل وأحيانا نستغرب أن البعض يتحدث عن رفع سن التقاعد الى الخامسة والستين أو السبعين بينما هناك شباب في عمر الزهور ولديهم مبادرات وإبداعات لكنهم لم يحصلوا على الفرص المطلوبة.
ان من الأخطاء الشائعة الاعتقاد أن المتقاعد قد تقاعد من الحياة لاسيما في ظل الخبرات والمهارات الكبيرة التي يكتسبها ولاشك أن المتقاعدين يشكلون العمود الفقري بعد التقاعد للقيام بمشاريع وأعمال استشارية وإستراتيجية ولاسيما العاملون في الحقول الفكرية فهؤلاء قادرون على العطاء ما داموا قادرين على الحياة.
والمطلوب باختصار التفكير بطريقة جديدة تتضمن إتاحة خيار لتخفيض سنوات التقاعد وفتح الامكانية أمام من يشعر بعدم الفاعلية في الوظيفة العامة للتقاعد المبكر مع امكانية التعويض عليه أو منحه فرصة للاستفادة من المشاريع الصغيرة بمبلغ يمكنه من بدء مشروع ما ويدعمه في ذلك رصيده من الخبرة والمعرفة وبالتالي يتم فتح المجال أمام الشباب المتحمس والمبادر لمعالجة حالات الترهل الوظيفي في المؤسسات العامة.
ان فتح المجال أمام العاملين الموهوبين والمبادرين وتدريبهم والاستفادة من حماسهم هو واسطة العقد في الوظيفة العامة ولا بد من خلق ثقافة وظيفية تعتمد على تدريب الكوادر الجديدة والاستفادة منها واكتشاف المواهب وأصحاب المبادرات فليس من العلامات الصحية التعامل مع الموظفين الجدد باعتبارهم يتصيدون الفرص للانقضاض على أصحاب المراكز الوظيفية.
يقال عن بعض المأثورات أن العقل الذي يصنع المشكلة من الصعب أن يجد حلاً لها, ووسط سيل تراكم المشاكل نحتاج الى بريق أفكار جديدة تعيد للعمل المؤسسي الروح والمبادرة والنجاح ولكن بشروط جديدة وبيئة جديدة تختلف عن تلك التي أدت الى ترهل الوظيفة العامة.
ونقول للمتقاعدين هنيئاً لكم بفرص جديدة وأبواب جديدة ولاشك أن الخبرة التي حصلتم عليها والمعرفة التي اكتسبتموها خلال سنوات العمل ستكون زادكم لأعمال بسيطة ومنتجة ومدرة للدخل كمشاريع ريفية مثلاً أو حتى مشاريع فكرية وتسويقية تجعل من مرحلة التقاعد فرصة لاستثمار الحياة والتأمل فيها و لنفرح بنجاح أبنائنا ونصفق لهم وندعمهم.