بعد طي صفحة الإرهاب.. عودة لسياحة الآثار في ريف إدلب المحرر

تشرين- علام العبد:

يتنقل اليوم عشرات الزوار من السياح الأجانب، في ريف إدلب المحرر، بين آثار تعود إلى أكثر من ألفي عام في مدينة إيبلا وغيرها الأثرية التاريخية في شمال سورية، وتحديداً في محافظة إدلب، حيث تسعى مبادرات من وزارة السياحة بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف إلى تشجيع السياحة وطي صفحة سيطرة الإرهاب في المنطقة وما ارتُكب من تجاوزات وممارسات خاطئة كانت تهدف لمصادرة التاريخ والحضارة في سورية.
ومدينة إيبلا الأثرية بُنيت في القرن الثاني أو الثالث قبل الميلاد، وتقع على بعد حوالى 5 كيلومترات من مدينة سراقب، التي كانت قبل سنوات قليلة بمثابة أحد معاقل التنظيمات الإرهابية، إلى أن استعادتها في 2020 بواسل الجيش العربي السوري والقوات الحليفة.
“تشرين” تابعت وواكبت مجموعتين سياحيتين متعددة الجنسيات (روسية – فرنسية – بريطانية – تشيكية – بلغارية – أسترالية ) خلال زيارتهم لموقع إيبلا الأثري، ومتحف معرة النعمان بريف إدلب المحرر بعد عودة الأمان للموقعين.
حيث تمكن أكثر حوالى أربعين سائحاً معظمهم من جنسيات غربية، خلال رحلة نظمتها اليوم مديرية سياحة إدلب في الريف المحرر، من زيارة إيبلا المدينة الأثرية المدرجة على لائحة التراث الإنساني، لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو).
وتقول السائحة البلغارية نتالي (33 عاماً) التي جاءت مع زوجها، لتشرين: إن لديها “شعوراً جميلاً لأنه مكان لحضارة عريقة”، مضيفة بقولها: “نحب أن نكتشف تاريخ البلاد، وكيف كان، وكيف هو اليوم”.
هي الزيارة الأولى التي تقوم بها السائحة البلغارية ومنذ أن كانت في التاسعة من العمر في بلغاريا كانت تتحضر لزيارة سورية. وتقول: إن “المشاعر مختلطة”، مضيفة: “هناك تاريخ عظيم، وآلهة عديدة تمت عبادتها هنا. المكان جميل جداً، وفي الوقت نفسه، أحداث كثيرة مؤسفة حصلت هنا مع التنظيمات الإرهابية”. وتعبر عن أسفها لرؤية “ثقوب الرصاص وخراطيش الإطلاقات الفارغة”، و”تدمير التاريخ” الذي أقدم عليه الإرهابيون.ورغم الدمار والخراب الذي طال معظم المواقع التاريخية في ريف إدلب المحرر، تستعيد مدن إدلب في الريف المحرر والمناطق المحيطة بها اليوم بعد ثلاث سنوات على طرد الإرهابيين ، شيئاً من مظاهر الحياة الطبيعية.
وقد تولى رحلة السياح و تنظيمها “مديرية سياحة إدلب”، والمديرية العامة للآثار والمتاحف. ويقول مدير سياحة إدلب ميمون فجر: إن ادلب في الريف المحرر تستقبل بين الحين والآخر زواراً يأتون عادة كأفراد.
ويوضح فجر أن زيارة الموقع تأتي في إطار “التعريف بتراث وهوية” إيبلا ومحافظة إدلب التاريخية، كما تهدف إلى “جعل المنطقة سياحية لما لذلك من مردود كبير جداً اقتصادياً وثقافياً”.
وتشير كاترين، طالبة الدكتوراه في مجال الأثنروبولوجيا في جامعة إكستر البريطانية إلى أن “المواقع الأثرية في إدلب حضارة وتراث وثقافة” مؤكدة أن “هذه المحافظة الخضراء الجميلة لابدّ أن تكون مملوءة بالسياح من جميع أنحاء العالم في يوم ما “.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار