عجلة الإعمار .. صناعة وزراعة
لمى سليمان:
إن الاستخدام الأمثل للإمكانات المتاحة في عملية إعادة الاعمار تبدو في نظر الباحث الاقتصادي الدكتور سنان ديب أهمية قصوى وقال في تصريح لـ«تشرين»: لقد بلغنا ذروة الحرب الاقتصادية في ظل الخناق والحصار، فنحن بحاجة لإدارة مخاطر وإدارة أزموية صحيحة ومدروسة وتحت لواء قيادة مبتكرة ومبدعة تقرأ الظروف وتخلق الأداء الأمثل في ظل هذه الظروف.
وباعتبار أن الطاقة هي من أساس العمل الإنتاجي وفي ظل الظروف الحالية والنقص الكبير للطاقة الكهربائية والوقود، يجب إيجاد بدائل وآلية للاستخدام الأمثل للإمكانات المتاحة ضمن القطاعات الأمثل الأكثر حاجة وكذلك الأكثر إنتاجية.
وكمثال عن الاستخدام الصحيح للطاقة استذكر ديب بداية أزمة فيروس «كورونا» حين تم اعتماد العطل الرسمية في القطاعات الخدمية التي لا تسهم في الإنتاج، كما تم استثمار باصات النقل الداخلي التي وفرت الوقود وحققت الغاية من استخدامها.
وأشار الدكتور ديب إلى أهمية الإنتاج الزراعي في مواجهة وتجنّب الظروف المتوقعة عالمياً، بالرغم من أن سورية من أقل الدول تأثراً بالأزمة العالمية لأن سنين الحرب الاقتصادية الطويلة أعطتنا فكرة واضحة عن أكثر القطاعات المحتاجة في البلد، إضافة إلى الحاجة إلى وجود آليات جديدة للتعاطي مع الأزمة، فعلى سبيل المثال يعاني القطاع الزراعي من التفتت، إضافة لتحول وزارة الزراعة ضمن البنية التحتية إلى إرشاد وإدارة بالتوازي مع الوحدات الإرشادية لتوفير الأسمدة للزراعة من خلال إرشاد الفلاحين إلى صناعة الأسمدة العضوية محلياً، علاوة على محاولة الاتحاد الزراعي والوحدات الإرشادية على العمل بشكل تجميعي للجزئيات.
وبالنسبة للمناطق الصناعية، نوّه الدكتور ديب إلى أنه يجب اعتماد آلية أولوية التمايز بالنسبة للضروريات الماسة التي يجب أن تكون الأكثر تأميناً من ناحية حوامل الطاقة وضمن السياق العام المقتضي منع الاستيراد وإحلال الصناعات المحلية مكان المستوردات.
وأكد ديب أن الإنتاج عامل أساسي للتعافي الاقتصادي ولتأمين بدائل للمستوردات والأغذية ولدحض كل ما يمارس من حصار خارجي لمحاولة إيقاف عملية التعافي الاقتصادي الذي يقود إلى تعاف شامل على مستوى الحالة الشاملة للدولة.