بلدة شقا تعاني شحاً في المياه
السويداء – سهى الحناوي
تعاني بلدة شقا، مثلها مثل بلدات وقرى أخرى في محافظة السويداء، من العطش الشديد ، فأغلب أحياء البلدة بالكاد تصلها المياه، وأحياء أخرى أوفر حظاً تصلها المياه كل شهرين تقريباً، نتيجة قدم خطوط الشبكة وخروج 3 آبار من الخدمة.
“تشرين” تواصلت مع بعض الأهالي الذين أكدوا أن شقا عطشى، وأنهم يتكبدون أعباء مالية لا يقدرون على تحملها؛ فأكثر من 100 صهريج يومياً يقوم السكان بشرائها بتكلفة تقدر بـ 4 ملايين ليرة، وهذا رقم كبير بالنسبة لبلدة لا يزيد عدد سكانها على 12 ألف نسمة.
وعن الوضع المائي في البلدة بيّن رئيس مجلس بلدة شقا رمزي أبو حسون أنه يوجد في البلدة 5 آبار، ثلاث منها تابعة لمؤسسة المياه، وهناك بئر رابعة تابعة للموارد المائية مستثمرة من قبل المؤسسة أيضاً لأغراض الشرب، ولكن غزارتها لا تتجاوز 12م3/سا، كما توجد بئر أخرى للموارد يتم استجرار المياه منها عبر الصهاريج بقيمة 45 ألف ليرة للصهريج الواحد، وكذلك يتم استجرار نقلات متنقلة للجرارات والسيارات، لكن بسبب العمق الشديد للبئر الذي يصل إلى 700م تقريباً أصبح يعمل على المازوت فقط إذ إن الكمية الواردة 1500 ليتر غير كافية لضخ المياه يومين متتاليين.
وأشار أبو حسون إلى وجود بئر تم حفرها من قبل مؤسسة المياه في المنطقة الصناعية في شقا، وهي جاهزة للعمل منذ شهرين ونصف الشهر لكن حتى اللحظة لم يتم استثمارها وتتذرع مؤسسة المياه بأن سبب ذلك يعود لوجود نقص في البواري والأكبال ، كما طالب أبو حسون بربط طالع مياه من سد الغيضة ، مؤكداً أنه تمت مراجعة الموارد المائية لكن من دون جدوى.
من جانبه، مدير عام مؤسسة المياه أمين غزالي قال: إنه يتم تزويد جميع آبار المحافظة بالمازوت أو الكهرباء وفق الأولويات وحسب الحاجة، فالشهر الماضي تم ضخ محروقات بمعدل 16 ألف ليتر على كل مشاريع المؤسسة، أما الشهر الحالي فتم تقليص الكمية لـ 13 ألف ليتر، كما أن عدم استقرار التيار الكهربائي يؤثر في عمل المضخات، إذ إن آبار شقا تعد أعمق آبار في المحافظة، فهي تصل إلى عمق 725م.
أما نقص الأكبال التي ذكرها رئيس بلدة شقا، فأكد غزالي أنها صحيحة إذ تترتب على المؤسسة ديون كبيرة جداً تصل إلى 8 مليارات ليرة ولشركة الأكبال أموال يجب تسديدها، كما أكد غزالي أنه تم العمل على إصلاح بئر معطلة وتركيب مضخة جديدة ، ووعد بتأمين كبل للبئر التي تم حفرها في القريب العاجل.
بدوره، مدير الموارد المائية محمود الملي لفت إلى أن عملية استجرار عدد كبير من صهاريج المياه مرده ليس العطش، كما يقول الأهالي، وإنما لسقاية المواشي، فمياه السد خامية لا تصلح للشرب وإنما للزراعة والسقاية فقط، وشقا مثلها مثل بقية القرى تأخذ حصتها من المياه وأكثر، وبالنسبة لطلب رئيس مجلس بلدة شقا بربط طالع مياه من سد الغيضة أكد الملي أنه تمت إعادة تأهيل السد ووضع موشور غباري وهو بحاجة لمدة زمنية تحت المياه خوفاً من تعرض واجهة السد الأمامي للخطر، لذلك لا يمكن ربط طالع في الوقت الحالي.