أزمة المياه مازالت مستمرة في السويداء
تشرين- طلال الكفيري:
لا تزال أزمة المياه في محافظة السويداء، تفرض نفسها كواقع مُسلم به منذ أكثر من عامين، على قرى وبلدات قيصما وتل اللوز وبهم وسهوة الخضر شرقاً، امتداداً لقرى المنيذرة والقريا وبكا وحوط جنوباً، وصولاً إلى قرى وبلدات المنطقة الغربية والشمالية من المحافظة والقائمة تطول.
فعلى الرغم من الوعود شبه اليومية التي أطلقها ولا يزال يُطلقها معنيو المحافظة، المتضمنة إيجاد حلٍ لهذه المشكلة، والإعلان شبه اليومي لمؤسسة مياه السويداء عن إصلاح عدد من الآبار الارتوازية، إلا أن أوجاع الشح المائي، مازالت تتصدر عناوين معاناة المواطنين في أغلب قرى وبلدات المحافظة لتاريخه، لكون الآبار المتعطلة والتي يتم إصلاحها، ما تلبث أن تعاود كرة الخروج من الاستثمار ثانية، وللعلم وحسبما أشار الأهالي لـ”تشرين” فإن أغلب المضخات الغاطسة التي تم إصلاحها كانت على نفقتهم الخاصة، كما حصل في قريتي ذكير ورضيمة اللوا”.
وأضاف الأهالي: هذا الواقع المائي المزري أبقاهم تحت رحمة أصحاب الصهاريج الخاصة الذين يتقاضون 180 ألف ليرة ثمن نقلة المياه الواحدة سعة 20 برميلاً، ما دفعهم وأمام ارتفاع أثمان المياه بأن يتقاسم الصهريج الواحد أكثر من أسرة، عدا عن ذلك وهذا الأهم أن المياه المعبأة بهذه الصهاريج والذي أغلبها من الآبار الخاصة، غير خاضعة للتحليل المخبري، ما قد تلحق خطراً صحياً بهم.
منوهين بأن أسباب تعطل هذه الآبار مرده إلى احتراق مضخاتها الغاطسة، بسبب عدم استقرار التيار الكهربائي، إضافة للانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، وضعفه في ساعات الوصل، ما أدى إلى عدم إقلاع المضخات الغاطسة، طبعاً وما زاد طين المعاناة بلة هو خروج بعض السدود من الاستثمار كسد جبل العرب، من جراء وصول مياهه المتجمعة فيه إلى الحجم الميت، علماً أنّ هذا السد هو البديل المائي الوحيد لآبار خازمة،
أضف إلى ما تم ذكره وعلى حد تعبير المواطنين هو تقاعس عدد كبير من عمال الشبكة إزاء واجباتهم الوظيفية، وعدم اتباعهم مبدأ العدالة في توزيع المياه، فالدور عندهم خاضع لمزاجيتهم.
من جهته أوضح مدير عام مؤسسة مياه السويداء المهندس وائل الشربطي لـ”تشرين” أن تأمين المياه للمشتركين يعتمد بشكلٍ أساسي على الآبار الارتوازية، إضافة للسدود الذي يبلغ عددها تسعة سدود، وهناك فعلاً بعض الآبار خرجت من الاستثمار بسبب احتراق مضخاتها الغاطسة، مضيفاً أنه لدى مؤسسة المياه 277 بئراً ارتوازية، إلا أن المستثمر منها 200 بئر ارتوازية، علماً أن 90 بالمئة من آبار المؤسسة تجاوز عمر إكسائها الـ15 عاماً، وقد أصبحت بحاجة إلى تأهيل وصيانة، منوهاً بأن إصلاحات الآبار المتعطلة تتم بشكل يومي على كامل ساحة المحافظة، طبعاً حسبما هو متوافر من مضخات غاطسة لدى المؤسسة، ووفق الأولوية، كتجمع آبار خازمة وعتيل ومثلث بكا وتجمع آبار الثعلة ومشروع العلية والرشيدة والدياثة، لافتاً إلى أن انخفاض كميات المحروقات المخصصة لمجموعات التوليد في باقي المواقع، باتت تؤثر سلباً في عملية ضخ المياه، وخاصة أن في ظل انخفاض ساعات التغذية الكهربائية للمشاريع المائية على ساحة المحافظة من 24 ساعة يومياً في عام 2011 إلى /6/ ساعات يومياً هذا العام، إضافة لعدم استقرار التيار الكهربائي، وإقلاعاته المتكررة، الأمر الذي أدى إلى تلف قواعد المحركات، إضافة لفصل اللوحات الكهربائية العاملة، ما أدى إلى زيادة أعطالها، وبالتالي خروجها عن الخدمة، وتوقف الآبار عن الضخ.