عقدة الإصبع !
من أخطر الأخطاء التي يقع بها البعض أنهم لا يضعون النظارات الصحيحة التي تمكّنهم من رؤية الواقع كما هو !! ورغم الزيارات المكوكية للمحافظات والمناطق المتضررة الزراعية أو من الحرائق أو غير ذلك إلّا أن اللجان المكلفة بتسوية مثل هذه الأزمات تصدر غالباً إجراءات ارتجالية وناقصة ولا تضع خطة متكاملة ما يجعل العمل على أرض الواقع بعيداً عن الحلول المتخذة وقد يأتي بنتائج عكسية .
نحن نحترم الجهود المبذولة من الجميع ولا نقلل من أهميتها ونقدر حرص تلك الفرق على التواجد الميداني في مختلف المحافظات ولا نطلب من أحد قوى خارقة أو أن يكونوا سوبر حكوميين يعرفون كل التفاصيل ويخوضون في كل المجالات إلّا أن الأمور على أرض الواقع لم تعد تحتمل المزيد من الارتجال والتجريب ولاسيما في الملفات المهمة .
وعلى سبيل المثال فإن ملف الأمن الغذائي والمحاصيل الإستراتيجية يتعرض لخطر كبير بسبب وجود العديد من الحلقات المفقودة قي هذا الملف ما يضع المزارعين في واد، ونتائج خطة المحاصيل الإستراتيجية في وادٍ آخر.. ولنمعن النظر في ملف القمح والقطن والشوندر السكري.. سنجد أن المزارع واجه تحديات بالالتزام هذا العام بالخطة الزراعية تارة بسبب تأمين البذور وأخرى تأمين السماد وثالثة تأمين المازوت.. وأخرى كالعوامل الطبيعية.. وبعد ، ماذا بقي من الخطط الإستراتيجية؟
بالأمس التهمت الحرائق أربعة هكتارات من القمح وهذه خسارة كبيرة ولاسيما في أزمة القمح العالمية.. ونكاد نفقد محصول القطن إلّا النزر اليسير, أما الشوندر فأخطاء التسويق التي تحدث أدت إلى تلف جزء مهم من المحصول، وخطط الزراعة والصناعة في تشغيل معمل سكر سلحب لم تكتب لها النجاح بشكل واضح ..والفلاحون يصرخون من الخسائر بعد حصاد موسم الثوم .. والسؤال: ما السبب بارتفاع نسب الأخطاء في الإجراءات التي تخص ملف أمننا الغذائي ؟!
هل السبب غياب الدراسة الفنية السليمة ؟! ولماذا غالباً لا تنفذ الخطط الإستراتيجية كما يفترض ؟! وتأتي النتائج على غير ما نتمناه ونشتهي ؟! ولماذا الأسعار يتم وضعها من جانب واحد و لا يتم التفاوض مع الطرف المنتج ؟ وماذا عن دراسة التكاليف لماذا تكون محط أخذ ورد ..! وأيضاً تأخير تأمين المستلزمات الزراعية كالبذار والأسمدة يتم خارج الزمان والمكان المناسبين فلا يتم الاستفادة منهما وكل يوم هما في حال !!
لا نريد أن ننتقد، ولكن ثمة أخطاء تتكرر في كل المواسم.. والظروف التي تمر ببلادنا لا تحتمل المزيد من الأخطاء ..
ولعلّ الإجراء السليم شراء نظارات واقعية جديدة.