بيدي حجر!
لا يملكون أسلحة ثقيلة ولا خفيفة.. فقط حجر، هو ما تملكه أيديهم، يلتقطونه من أرضهم ويرشقون به مدرعات جيش المحتل الأميركي لمنعها من دخول قراهم أو العبور منها.. هكذا يقاوم أهلنا في قرى المنطقة الشرقية المحتل الأميركي وهكذا يتصدون له، ويرون أنهم لا يحتاجون لأكثر من حجر .
قد لا يصدق أحد هذا الأمر عندما يسمع به، خصوصاً بمواجهة جيش يمتلك أعتى الأسلحة وأكثرها قتلاً وتدميراً، ولا تنقصه الوحشية في التعامل حتى مع أهال لا يملكون سوى حجر، ولكن عندما تظهر مشاهد الفيديو التي تبثها وسائل الإعلام كيف تهزم مدرعات المحتل الأميركي وتعود أدراجها فراراً من حجارة أهلنا في قرى ريف الرقة والقامشلي والحسكة، لا يملك إلا أن يصدق.. الصورة هنا لا تكذب وليست فبركات واختلاقا لأحداث لم تقع.. الصورة هنا لا تكذب لأن من بين من يبثها وسائل إعلام أميركية ووسائل إعلام حليفة لها.
يقولون إن العين لا تقاوم المخرز وهذا صحيح تماماً ولا جدال فيه، كما أنه من الصحيح أيضاً أن حجراً لا يقاوم مُدرعة مُحصنة مُصفحة.. العبرة ليست هنا، ليست في حجر ومُدرعة، العبرة في إرادة شعب مقاوم لا يكسره إرهاب عدو حاقد ولا إرهاب وكيل مأجور .. العبرة في أن السوريين في كل شبر من أرض سورية هم أصحاب حق وأصحاب أرض ووطن، والله مع الحق ومع أصحابه يُظهره للعالم أجمع، وينتصر لهم ولو اجتمع عليهم أهل الأرض قاطبة، ولأن الحق واضح وأصحابه السوريين متمسكون به وملتفون خلف جيشهم وقيادتهم فانهم يمتلكون قوة المقاومة وقوة الصمود والبقاء.. والنصر.
لأنهم كذلك، فإن الحجر في أيديهم لا بد سينتصر. هذا أمر خبره جيداً جنود المحتل الأميركي الذين لا ينفعهم التحصّن داخل مدرعاتهم بمواجهة الرفض الشعبي لهم وبمواجهة حجر تحمله يد سورية لا ترضى عن وطنها بديلاً، ولا تبخل عليه بالدم والروح كلما اشتدت عليه الخطوب والمحن.