تدمير مدينةٍ..
ما ماهية الحروب التي تخوضها واشنطن، وما أسبابها؟ ولماذا تقدم عليها مباشرةً أو تخوضها بالوكالة هنا وهناك؟ ببساطة الحروب الأمريكية، حروب تدمير وإبادة جماعية وجرائم حرب، ليس لها ما يسوّغها، وليس لها أسباب سوى في العقلية الأمريكية القائمة على السيطرة والهيمنة، أما النتيجة فتأتي دائماً كوارث إنسانية تعيشها الشعوب ودماراً هائلاً يلحق بالدول إضافة إلى سرقة ثرواتها وحرمانها من مقدراتها.
إلى اليوم، ومنذ انتهاء العمليات المزعومة لما يسمّى«التحالف الدولي» بقيادة واشنطن في الرقة عام 2017، لاتزال المدينة شاهداً حيّاً على الجرائم الأمريكية وعلى الانتهاك الأمريكي الصارخ والفاضح للقانون الدولي والإنساني وقواعد الشرعية الدولية، كما هي شاهد على الأكاذيب الأمريكية، التي لم تعد تنطلي على أحد، لكن إبراز الأدلة دائماً واجب علينا، وحق لنا، لأنه يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، ويفسح المجال أمام دول أخرى سقتها الولايات الأمريكية من الكأس المرّة نفسها، من أجل تحريك دعاوى ضد مجرمي الحرب من المسؤولين الأمريكيين، وإن لم نلمس نتائجها على النحو الذي نريد وتريده الدول والشعوب التي عانت ويلات الحروب الأمريكية منذ عقود وإلى اليوم، لكنها مهمّة، أي الدعاوى، ولاسيما في سياق الأحداث العالمية والتبدّلات الدولية في موازين القوى التي تنبئ وبقوة بتراجع وانكسار «الهيبة» الأمريكية.
ماذا فعلت واشنطن بالرقة؟ دمّرتها، وشّردت أبناءها،ولم تُبقِ حجراً على حجر وارتكبت جرائم ومجازر ترقى إلى مصافّ جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وجرائم إبادة جماعية، وعلى الملأ، أما الإر*ه*اب الذي تزعم محاربته، فنراها تنقذه وتسهّل له كل الطرق، وتمدّه بأسباب النمو والتغّول والحياة للاستمرار في القتل والتنقل في الجغرافيا السورية لتنفيذ مخططاتها التدميرية والتخريبية المبيتة.
من لا يزال يراهن على واشنطن و«قوتها» أو «حمايتها» فعليه أن يشاهد الرقة التي سوّاها الإجرام الأمريكي بالأرض، ويبحث عن المآسي المريرة التي عاشها أهلوها ومعاناتهم، لعلّ الدمار القائم يردّه إلى رشده، ويوقظه من غفلته، ويعي الحقيقة المرّة أن واشنطن دمّرت الرقة وأنقذت الإره*اب.