التضليل الغربي مجدداً
قبل يومين مرّت الذكرى المشؤومة لبدء الحرب الكونية على سورية التي لعب فيها التضليل الإعلامي والسياسي الغربي دوراً كبيراً، بل ربما كان الدور الأكبر في تزييف الحقائق والوقائع وتصوير الأحداث على عكس ما كانت عليه.
قبل أحد عشر عاماً من اليوم شحنَ الغرب والولايات المتحدة الأمريكية آلتهم التضليلية ليصوروا أن ما يجري في سورية هو “انتفاضة شعبية” ضد “النظام القائم” تحت مسميات “الحرية والديمقراطية وإرادة الشعب”، وساهموا في تأجيج المشاعر وتأمين مستلزمات التدمير لتطول البنى التحتية والنسيج الاجتماعي والثقافي والركائز الاقتصادية، ولم يبخلوا بتقديم المال والسلاح للجماعات الإره*ابي*ة التي شكلوها تحت مسميات عديدة، فضلاً عن المجاميع الإره*ابي*ة التي استقدموها من كل أصقاع العالم، والهدف واضح وجلي وهو تدمير سورية أو إلحاقها بركابهم وفرض السيطرة على قرارها المستقل وإرادتها الحرة.
اليوم يتكرر تضليل الغرب وزيف ادعاءاته حيال ما يجري بين روسيا وأوكرانيا والعملية الخاصة التي تقوم بها روسيا في أوكرانيا لدرء الخطر المحدق الذي كان يخطط له الغرب وعلى رأسه الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية لتهديد وجود روسيا وربما تحييدها عن المسرح العالمي لتخلو الساحة لهؤلاء في التحكم بمصير الشعوب والدول، كما كان الأمر خلال العقود الماضية التي تلت الحرب العالمية الثانية وتسيّد أمريكا للعالم بكل ما كان لذلك من ظلم وقهر وقتل واغتيال.
التضليل الغربي يصور العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا على أنها “عدوان” على دولة ديمقراطية، ويخفي الحقائق كما فعل في سورية ولا يزال، بل إن أسلوبه القذر لم يتغير في منع وصول الرأي الآخر من خلال تغييب وسائل الإعلام المعارضة لدعايته عن الفضاء العالمي، والدليل على ذلك أنه منذ اليوم الأول للعملية الروسية منع الغرب وسائل الإعلام الروسية من الظهور لدى الرأي العام العالمي وبدأ بحملته المحمومة لتشويه روسيا وسمعتها.
الغرب لم يغير أسلوبه ولم يبدل طريقته سواء في سورية أو روسيا أو غيرها من الدول التي يستهدفها، فمن انتهج سياسة التضليل والأكاذيب وتشويه الحقائق يصعب عليه -بل يستحيل- قول الصدق والحقيقة مرةً واحدةً.