أوضح مقال نشره موقع “رون بول إنستيتيوت” الأمريكي أن “العدوان”، في السياسة الدولية، هو استخدام القوة المسلحة ضد دولة أخرى ذات سيادة، ولا يبرره الدفاع عن النفس أو السلطة الدولية، وهكذا، فإن توصيف أي دولة بأنها عدوانية في التقارير الإخبارية الأجنبية أو الدولية، يكاد يكون خاطئاً بحكم التعريف.
وأكد المقال أن “العدوان” كلمة تبدو سهلة التطبيق على الولايات المتحدة، التي أطلقت 81 تدخلاً عسكرياً بين عامي 1946 و 2000، بينما في القرن الحادي والعشرين، هاجمت الولايات المتحدة أو غزت أو احتلت دولاً ذات سيادة بما فيها أفغانستان والعراق وليبيا وسورية وباكستان واليمن والصومال.
وقال المقال: على الرغم من السجل الأمريكي الحافل بالاعتداءات، فإن وسائل الإعلام الغربية تصف بأغلبية ساحقة الدول العدو للولايات المتحدة بأنها “عدوانية” سواء كان ذلك مبرراً أم لا، وفي المقابل، لا يتم تصنيف السلوك الأمريكي على أنه عدواني.
وتابع المقال: ربما كان العمل العدواني الدولي الأبرز في الذاكرة الحديثة هو اغتيال إدارة ترامب السابقة للجنرال والزعيم السياسي الإيراني قاسم سليماني في العام الماضي، وعلى الرغم من ذلك نجد أن “واشنطن بوست” في تقريرها الطويل والمفصل عن الحدث صوّرت إيران على أنها “معتدية” وأعطت مساحة لكبار المسؤولين الأمريكيين للادعاء زوراً أن سليماني كان يهدف إلى تنفيذ هجوم وشيك على مئات الأمريكيين، بينما في الواقع، كان سليماني في العراق لإجراء محادثات سلام تهدف إلى إنهاء الحرب بين دول المنطقة.
ولفت المقال إلى أن وسائل الإعلام الغربية، بما فيها “نيويورك تايمز”، “رويترز”، و”واشنطن بوست” وغيرها، ضجت على مدى أشهر بتقارير ملفقة استندت إلى تصريحات مسؤولين أمريكيين بأن “العدوان الإيراني كان قاب قوسين أو أدنى”، داعية إلى ضرورة “الدفاع عن الأمريكيين” من خلال تنفيذ “رد جاد” ضد إيران.
وأوضح المقال أن الأمر لا يتوقف عند إيران وحدها حيث يواصل الإعلام الغربي اتهام روسيا وكذا الصين وفنزويلا بأنها دول معتدية بشكل روتيني، حتى مع قيام الولايات المتحدة بتحليق أسراب من القاذفات النووية المنطلقة من قاعدة مينوت الجوية في نورث داكوتا إلى إيران والعودة، وفي كل مرة تحاكي عملياً إلقاء قنابل ذرية على البلاد فإن وسائل الإعلام صوّرت ذلك على أنه “خطوة دفاعية”!.
ورأى المقال أن هجوم الولايات المتحدة على جنوب شرق آسيا هو أسوأ جريمة دولية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حيث تسبب في وفاة حوالي 3.8 ملايين فيتنامي، ومع ذلك لا نجد إشارة واحدة في وسائل الإعلام الغربية لـ”هجوم” الولايات المتحدة على فيتنام، وبدلاً من ذلك، تم تأطير الحرب بشكل عام على أنها “دفاع” عن جنوب فيتنام من الشمال الشيوعي.