الصين الهادئة الواثقة
يخطئ من يظن أن ما عليه الصين اليوم من تقدم زراعي وصناعي وعسكري وإنتاجي واقتصادي وتكنولوجيا متطورة وصل إلى حد الاكتفاء ذاتي بل وفائض من كل شيء، وصعود بكل مجالات الحياة، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم وباتت من أهم وأقوى اقتصاديات الدول الكبرى بل صاعدة بكل ثقة لحجز المقعد الأول وإزاحة الولايات المتحدة الأمريكية التي تربعت سنين طويلة على المراتب الأولى وهذا ما تخشاه واشنطن، هذا التفوق لم يأتِ صدفة ولم يأتِ عفواً وإنما جاء نتيجة جهود كبيرة للقادة والمواطنين على مدار سنين طويلة امتازت بالانضباط والالتزام منذ قيادة ماوتسي تونغ وإعلان قيام جمهورية الصين الشعبية عام 1949 حيث كانت الأمية في عام 1978 تصل إلى 67% وما ينطبق على هذا القطاع الحيوي ينطبق على القطاعات المماثلة الأخرى.
منذ العام 1978 والصين تسير على خطا الاقتصاد والتعليم والصحة والسياحة والإعلام الموجه المدروس والهادف الذي حقق إنجازات جعلت من الصين الدولة التي تنافس أن تكون الرقم واحد بالإنتاج والاختراع والإبداع والرعاية الصحية وهذا ما يقض مضجع كبرى مؤسسات الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية وبعض الدول الآسيوية التي تدور في فلك الفلسفة الأمريكية- الأوروبية.
إذاً تفوق الصين الحالي على ذاتها وعلى مشاكلها، وعلى قصور بعض قطاعاتها قبل قيادة تونغ لم يأت من فراغ بل جاء نتيجة الجهد والنضال وتراكم الخبرات، وتبني إصلاحات علمية وفق خطط مدروسة وبالتدرج مع تقييم أخطاء الماضي والاستفادة منها والولوج للمستقبل مستندة بذلك على التنمية بكل القطاعات أولاً وخلق قوة للصين ثانياً، وهذا ما كان للصين التي باتت فخراً وقوة ونبراساً لكل الأمم والشعوب الحية قبل أن تكون فخراً لكل الصينيين بنجاح سياسات وطنهم على كل المستويات وبذات الوقت مقارعة لأمريكا وغيرها من الدول المعادية لنجاحات الصين بكل عنفوان وندية.