إعادة تأهيل بئر لمياه الشرب في بلدة معربة بدرعا تسعف لكنها لا تنهي ضائقة السكان..
الحرية – وليد الزعبي:
لايكاد يكفي المتوافر من مياه الشرب عبر الآبار في بلدة معربة في الريف الجنوبي من محافظة درعا سوى ٣٠٪ من حاجة السكان، فيما يتم تعويض الباقي باللجوء إلى الشراء من الصهاريج الجوالة التي تتزود من الآبار الخاصة، وذلك بمبالغ تثقل كاهل الأهالي، حيث يصل سعر الصهريج سعة خمسة أمتار مكعبة إلى ١٢٠ ألف ليرة، والمطالب ملحة بضرورة تحسين واقع مياه الشرب لتأمين احتياجات السكان ورفع الأعباء المالية المرهقة عنهم.
رئيس مجلس بلدة معربة خالد محمد الكردي صرح لصحيفة الحرية بأن واقع مياه الشرب في بلدة معربة في غاية القسوة، حيث تشرب حالياً من بئرين اثنتين، أولاهما البئر الشرقية بغزارة ٣٥ متراً مكعباً بالساعة وتغذي ثلاثة أرباع البلدة بعدد حوالي ١٢٠٠ منزل بواقع دور طويل لا يغطي سوى ربع حاجة السكان، وثانيهما البئر الغربية التي تغذي ربع أحياء البلدة وتضم ٦٠٠ منزل وبواقع أفضل من البئر الشرقية، حيث إن الدور كل عشرة أيام مرة ولمدة ٤ ساعات، علماً أن هذه البئر عادت للاستثمار اليوم بعد أن كانت تعطلت لمدة ١٥ يوماً، حيث تبين بعد التواصل مع مؤسسة المياه ورفع التجهيزات وجود تلف بالكبل الكهربائي والمضخته الغاطسة.
وأشار إلى أن المجتمع الأهلي بادر إلى تأمين مضخة بنوعية جيدة، فيما قدمت مؤسسه المياه بدرعا كبلاً بطول ٤٠٠ متر يلبي الحاجة، كما أرسلت كوادرها الفنية من ورشة معربة ووحدة مياه بصرى، وتم التحضير وتنزيل التجهيزات بواسطة رافعة ومعدات المؤسسة، ما أثمر عن إعادة إقلاع البئر من جديد وعادت المياه للأحياء، ولفت إلى أن البئرين الغربية والشرقية تتغذيان من منظومة طاقة شمسية وخط كهرباء ذهبي، تم تنفيذها بالتعاون ما بين المجتمع الأهلي ومؤسسة المياه وشركة الكهرباء.
وحول الاحتياجات التي يمكن أن تساهم بتحسين واقع مياه الشرب في البلدة، تطرق الكردي إلى أنه توجد بئر قريبة من البئر الشرقية، تصل غزارتها إلى ٣٠ متراً مكعباً بالساعة، وكانت سقطت تجهيزاتها منذ ٧ أشهر وفشلت محاولات استخراجها كاملةً، حيث تبرع الأهالي بمبلغ ٨٠ مليون ليرة غطت تكلفة استخراج نصف التجهيزات، ولم يتم التمكن بعد من تحصيل ما يكفي لمتابعة العمل.
وأشار إلى أن الأهالي وأبناء البلدة المغتربين كانوا تبرعوا بمبلغ ٧٠٠ مليون ليرة، وجرى استثمارها بحفر بئر بعمق ٧٠٠ متر وتكلل العمل بالنجاح (بئر العامر)، لكن بعد مرور أكثر من شهرين والأعمال المتبقية والمتمثلة بتجهيز البئر قيد انتظار وصول أي منظمة دولية للقيام بذلك، على أمل ألا يطول أمد انتظار إيجاد طريقة لإصلاح البئر التي سقطت تجهيزاتها، وكذلك تجهيز بئر العامر بالتجهيزات الميكانيكية والكهربائية لتعزيز مصادر مياه الشرب وتأمين أحتياجات السكان بالحدود المقبولة، وخاصةً أن البئر الشرقية المغذية لثلثي أحياء البلدة (المذكورة آنفاً) تعاني من قِدم وضعف مضخة الدفع الأفقي والتي تكثر أعطالها.
تجدر الإشارة، وفقاً لرئيس مجلس البلدة، أنه وقبل انطلاق ثورتنا المباركة التي تكللت بزوال النظام البائد، كانت تستفيد البلدة من مياه محطة كحيل (المسماة مشروع الثورة)، وبما يغطي أكثر من نصف حاجة البلدة، لكن وبسبب تعطل آبار كحيل لم يعد يصل البلدة شيء يذكر منذ عدة سنوات.