تساؤلات عن فعالية الرقابة المدرسية والأهل!.. “الموبلايات” تتسلل إلى المدارس خفية عن أعين المعلمين

تشرين- جعفر خير بك:

بات استخدام الهواتف الجوالة ظاهرة شائعة بين مختلف الفئات العمرية، بما في ذلك طلاب المدارس. ولاسيما في ظل التطور التكنولوجي السريع.
وعلى الرغم من القوانين الصارمة التي تمنع إدخال “الموبايلات” إلى الحرم المدرسي، فقد تلقت صحيفة “تشرين” شكاوى عدة تشير إلى انتشار هذه الظاهرة في صفوف الطلاب.

هواتف مخفية.. واستخدام لها خلال الاستراحات

أثناء جولة ميدانية قامت بها الصحيفة على عدد من المدارس، تبين أن استخدام الموبايلات أصبح أمراً واقعاً. فرغم منع  إدارات المدارس الطلاب من إدخالها، يقتني الكثير من الطلاب هذه الأجهزة ويستخدمونها خلال فترات الاستراحة، مع حرصهم على إخفائها عن أعين المعلمين. هذه الظاهرة تثير تساؤلات جدية حول فعالية الرقابة المدرسية ودور الأهل في الحد منها.

حازمة.. لكنها غير كافية

مدير التربية في اللاذقية أكثم غانم بين لـ”تشرين” أن استخدام الهواتف المحمولة ممنوع في جميع المدارس بشكل قاطع، وفي حال ضبط أي طالب مخالف، تتم مصادرة الجهاز واستدعاء ولي الأمر لتوقيع تعهد بعدم تكرار المخالفة.

وأضاف غانم: قسم الإرشاد والتوجيه التربوي يلعب دوراً رئيسياً في توعية الطلاب بمخاطر الهواتف الذكية على عملية التعلم والتركيز، وخاصة في المراحل العمرية المبكرة. إلا أنه أكد أن الجهود المدرسية وحدها غير كافية، مشدداً على أهمية التعاون بين البيت والمدرسة.

وأشار إلى أن الأسرة تُعتبر الركيزة الأولى في بناء وعي الطالب، وأن التوعية يجب أن تبدأ من المنزل، ونحن بحاجة إلى برامج إعلامية مدروسة وندوات توعوية متخصصة، بمشاركة اختصاصيين، لشرح المخاطر التي تهدد النشء بسبب الاستخدام غير المنضبط للتكنولوجيا.

الإعلام شريك أساسي في الحل

كما لم يغفل غانم الإشارة إلى الدور المحوري للإعلام في معالجة هذه الظاهرة، داعياً وسائل الإعلام الوطنية إلى تحمل مسؤوليتها من خلال إنتاج برامج توعوية، تستهدف الآباء والأمهات لتوضيح مخاطر التكنولوجيا على الأبناء.

لمواجهة هذه الظاهرة، تتطلب المرحلة المقبلة تكاملاً في الجهود بين الأسرة والمدرسة والإعلام. ونوه غانم بضرورة توفير أنشطة مدرسية جاذبة للطلاب خلال أوقات الفراغ، لتشجيعهم على الاستغناء عن الأجهزة الذكية، إلى جانب تعزيز الرقابة المدرسية وتشديد العقوبات بحق المخالفين.

وأشار  إلى أن الخبراء التربويين يحذرون من التأثير السلبي للهواتف الذكية على الصحة النفسية والإدراك لدى الطلاب، حيث تؤدي إلى تشتت الانتباه وتراجع التحصيل الدراسي. كما أنها قد تُعرض الطلاب لمحتويات غير ملائمة أو تعزز العزلة الاجتماعية، وخاصة في المراحل الأولى التي تتطلب بناء شخصية متوازنة.

تبقى هذه القضية تحدياً يهدد التوازن بين الاستفادة من التكنولوجيا وحماية النشء من آثارها السلبية. لكن المسؤولية تقع على عاتق الجميع لضمان مستقبل تربوي سليم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار