رفع أسعار الأسمدة والمازوت الزراعي سينعكس سلباً على الإنتاج والمستهلك معاً
السويداء – طلال الكفيري:
لم يكن مزارعو المحاصيل الحقلية في السويداء يتوقعون أن يكافؤوا مع بدء عمليات زراعة أراضيهم بمحاصيل القمح والشعير والخضر الشتوية لهذا الموسم، برفع أسعار أساسيات مستلزمات الإنتاج الزراعي اللازمة للعملية الزراعية من أسمدة ومازوت زراعي.
وذكر عدد من المزارعين لـ” تشرين” أن الارتفاع الذي طرأ على مستلزمات الإنتاج الزراعي مؤخراً سيرهق كاهلهم، لكون فاتورة التكاليف المالية ستزيد أضعافاً مضاعفة، بغية الوصول بالإنتاج إلى بر الأمان، وخاصة مع وصول سعر طن سماد اليوريا إلى 9.2 ملايين ليرة، وسعر طن سماد الفوسفات إلى 9.3 ملايين ليرة، والمازوت الزراعي إلى 5 آلاف ليرة لليتر الواحد.
والطامة الكبرى أن أسعار هذه المستلزمات ستتضاعف في حال كانت وجهة الفلاح السوق المحلية، لعدم توفيرها له بالشكل الذي يرغبه ويتمناه، فعلى سبيل المثال، لتاريخه لم يحصل المزارعون على ليتر واحد من المازوت الزراعي، لذلك كانت وجهتهم لشرائه من السوق السوداء وبسعر وصل إلى 20 ألف ليرة، كما لم يحصل مزارعو الأشجار المثمرة على كيلو سماد واحد، لكون أولوية التوزيع لمزارعي القمح، وهذا سيوقعهم في عجز الخدمة الزراعية تجاه أشجارهم، لأن 80 بالمئة منهم غير قادرين على شراء هذه الأسمدة من السوق المحلية، ما سيلحق أضراراً بأشجارهم، إضافة لذلك، وهذا هو الأهم، أن الأسمدة التي يتم شراؤها من السوق المحلية غير موثوقة.
إذاً وإمام الواقع المفروض عليهم سيصبح الفلاح أمام خيارين، فإما العزوف عن زراعة أرضه وتركها بوراً هرباً من هذه التكاليف، وهذا بالتأكيد سينعكس سلباً على أوضاعه المعيشية، وخاصة أن الزراعة تعد مصدر رزقه الوحيد، وإما المجازفة مالياً بزراعتها، وبالتالي تحميل تكاليف الإنتاج على الأسعار بالنسبة للمستهلك.
بدوره، أوضح رئيس اتحاد الفلاحين في السويداء حمود الصباغ لـ” تشربن” أن قرار رفع أسعار الأسمدة والمازوت الزراعي ستكون له منعكسات سلبية على المزارعين و المستهلكين في آن واحد، لأنه سيزيد تكاليف الإنتاج التي تؤدي إلى زيادة أسعار المنتجات الغذائية التي تعتمد على المحاصيل الزراعية.
ويتساءل الصباغ: بعد هذه الارتفاعات التي طرأت على مستلزمات الإنتاج، هل بات الدعم الزراعي في خبر كان؟
وضمن هذا الواقع هل يستطيع الفلاح الاستمرار بزراعة أرضه وفق إمكاناته المحدودة؟ هذا ما ستكشفه لنا قادمات الأيام، وخاصة أن زراعة المحاصيل الشتوية ما زالت في بدايتها.