احتياجات الوافدين كبيرة.. فأين دور المنظمات الدولية؟
تشرين- ممدوح عوض:
استقبلت بلدة جديدة الفضل التابعة إدارياً لمحافظة القنيطرة عدداً من العائلات السورية الوافدة من لبنان الشقيق إلى سورية بفعل الحرب الظالمة والإرهاب الصهيوني على لبنان.
“تشرين” جالت على عدد من أماكن تواجدهم للاطلاع على أحوالهم بعد أكثر من شهر من وصولهم إلى سورية.
المُهجَّرة عفاف العطية ذكرت أنها وصلت من لبنان منذ شهر وتسكن مع عائلة والد زوجها في منزل واحد، باعتبار أن منزلها مدمر في دير الزور وبحاجة إلى إعادة ترميم وليست لديها القدرة على إصلاحه، وذكرت أنها حامل في الشهر السادس وطالبت المنظمات الدولية بالتدخل ومساعدتها لكونهم خسروا كل شيء عندما ضرب الإرهاب بلدنا سورية، والآن تمّ تهجيرهم من لبنان وتركوا خلفهم حاجياتهم ومقتنياتهم وكل تعبهم وتضيف: إنّ فرع الهلال الأحمر قام بتوزيع سلل غذائية وفرشات وأغطية وفوط أطفال خلال الأسبوع الماضي، ولفتت إلى أنها بحاجة إلى رعاية طبية.
من جهتها المهجرة حمدة عيد الشلال أم علي تبين أن لديها خمسة أطفال، ثلاثة منهم التحقوا بالمدرسة في المرحلة الابتدائية، مضيفة: نطالب الجمعيات الخيرية والمنظمات الدولية بالالتفات إلى أوضاعنا الصعبة وتقديم مساعدات لنا، حيث خسرنا كلَّ شيء في لبنان وهربنا بأرواحنا مع أطفالنا من قصف الطائرات الإسرائيلية والقتل والتدمير.
من جهتها ذكرت انتصار على المسمار أم محمد أن لديها أربعة أطفال وهي حامل بالشهر السابع، وأكدت أنهم لم يستطيعوا العودة إلى منازلهم بسبب تدميرها من قبل العصابات الإرهابية في دير الزور خلال الحرب على سورية.
وتبين السيدة بشرى العلي أنها تسكن في بيت إيجار مع عائلة زوجها ومع ثلاث عائلات أخرى إخوة زوجها وأولادهم ويزيد عددهم على عشرين شخصاً ضمن شقة صغيرة وليست لديهم قدرة على دفع الإيجار في الأشهر القادمة.
أما المهجَّرة السيدة فادية ناجي فليست بأحسن حالاً، إذ لديها ثلاثة أطفال أكبرهم 4 سنوات والطفل الأوسط معوق شلل دماغي. شلل بالطرفين السفليين وعمرهه 3 سنوات، تبين أنه لم تقم أي منظمة إنسانية بالتواصل معهم سوى الهلال الأحمر للمساعدة بتقديم سلة غذائية وفرشات وحرامات فور وصولهم من لبنان، علما أن ظروفهم صعبة ومنازلهم مدمرة في سورية بفعل الإرهاب ولا قدرة لهم على إعادة ترميمها.
السيدة خديجة حسن إلياس مهجرة من لبنان وأم لـ 4 أطفال مكتومين ولديها طفل بحاجة إلى عملية جراحية توضح: هربنا من لبنان خوفاً على أطفالنا من الحرب والقصف العشوائي من قبل العدو الإسرائيلي على المدنيين وجئنا طلباً للأمن والأمان في بلدنا سورية، إلّا أنه حتى الآن لم نرَ أي وجود ودور للمنظمات الدولية التي تدّعي الإنسانية سوى المساعدات التي قدمها فرع الهلال الأحمر السوري .
من جانبه، أشار رئيس المجلس البلدي في جديدة الفضل المهندس عبد الكريم خميس إلى أن عدد العائلات المهجّرة من لبنان بلغ نحو 260 عائلة حتى الآن نتيجة العدوان الصهيوني الإرهابي على لبنان.
وعن المساعدات التي قدمت للوافدين، ذكر أن البلدية كان دورها الاتصال بالجهات المسؤولة والمنظمات الدولية والمجتمع المحلي والهلال الأحمر للتبرع ومؤازرة المهجرين في تقديم يد العون من مساعدات عينية ” فرشات وأغطية وسلل غذائية وأدوات مطبخ” وتأمين مسكن لمن لا يستطيع استئجار منزل يؤوي عائلته، لأن أغلب منازل العائدين السوريين إما مدمرة أو غير صالحة للسكن وبحاجة إلى إعادة ترميم بفعل الإرهاب الذي ضرب سورية خلال فترة الحرب، وأن أغلب العائلات قامت باستئجار منازل، والقسم الآخر يقيمون عند أقاربهم. حيث تم تقديم بعض السلل الغذائية والفرشات والحرامات وفوط للأطفال وفوط نسائية للعائلات.
توزيع إعانات لـ 200 عائلة وافدة من لبنان في جديدة الفضل
بدوره، أوضح رئيس نقطة الهلال الأحمر في جديدة الفضل مالك مصطفى أنّ أول عائلة مهجرة من لبنان وصلت بتاريخ 24/9/2024 مبيناً أنه تمّ توزيع فرشات وحرامات لـ 200 عائلة وافدة ومثلها 200 سلة غذائية وتوزيع فوط للعجزة والأطفال، موضحاً أن التوزيع مازال مستمراً حتى آخر عائلة وافدة، وأن هناك خطة لتوزيع سلل غذائية شهرية للعائلات الوافدة من لبنان اعتباراً من بداية الشهر القادم، ونوه بأن هناك فريقاً للدعم النفسي والقانوني تابع للهلال الأحمر يتولى أمور الذين يعانون من أزمات نفسية وغيرها وتقديم خدمات قانونية للعائلات التي ليس لديها أوراق قانونية ( مكتومين ) من تثبيت زواج وتسجيل للأطفال وذكر أن هناك أكثر من 25 عائلة زواج غير مثبتة قانونياً . ولديهم أطفال مكتومون غير مسجلين في المدارس وجميع الخدمات التي يقدمها الفريق مجانية.