طواف تشرين حضارة ومنارة

عندما تكون المبادرات الرياضية بكل أشكالها وأنواعها نابعة من الروح الوطنية وتسهم بزيادة التفاعل الشعبي والجماهيري المتبادل مع روادها تكون قريبة من القلب، ويكون تأثيرها أكبر وأوسع ولاسيما إذا كانت الطبيعة الجميلة هي ساحتها و منطلقها ومستقرها كما شاهدناه مؤخراً في ختام طواف تشرين الدولي الرابع بمرحلته الثانية و الأخيرة للدراجات الهوائية في مدينة اللاذقية الذي شارك فيه ٢٥٠ دراجاً ودراجة، هذه الفعاليات الرياضية التي تتخذ من الطبيعة الخلابة و المناظر الجميلة ميداناً لنشاطاتها تعدّ من أجمل اللقاءات الجماهيرية وأقربها إلى حياة المواطنين، ما يجعل نتائجها المتوقعة إيجابيةً و تأثيرها مرتبطاً مباشرة بالحياة العامة و بالثقافة الرياضية للمجتمع كما تسهم أيضاً في تشجيع أبنائه على ضرورة اعتماد أسلوب الحياة الرياضية والعملية في مفاصل يومياتهم كثقافة صحية و مجتمعية حاضرة لابدّ من ممارستها، صحيح أن مسافة السباق قصيرة و لم تتجاوز الـ ٥٥ كم، لكنّ مفعولها ودلالاتها على أرض الواقع كبيرة تتخطى فيها المسافات و تتجاوز الأرقام و تدخل مرحلة الترويج السياحي لهذه المناطق و القرى التي شكلت مسار هذا الطواف بين محافظتي اللاذقية وطرطوس بعيداً عن حالات المنافسة و التحدي للرياضيين المشاركين فيه، بل على العكس فقد نفذ بطريقة استمتاع به كرحلة هادئة ينتابها شعور بالفخر و الاعتزاز بهذا الوطن و بطولات أبنائه في تشرين التحرير بعد أن أضاء مجده القائد الراحل المؤسس حافظ الأسد في تشرين التصحيح، والذي كانت زيارة ضريحه من قبل المشاركين في هذا الطواف وقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة مسك الختام لهذه الفعالية الرياضية.
نتمنى أن تبقى هذه الفعاليات الرياضية وغيرها حاضرة في المجتمع السوري لدورها المهم في إيجاد الفرص الإضافية لتعزيز التعاون والمشاركة مع الآخرين تحت عناوين رياضية أو ثقافية أو اجتماعية أو اقتصادية لبيان الجانب الحضاري والأخلاقي والجمالي لطبيعة المنطقة المستهدفة وسكانها وإظهار أخلاقيات هذا الشعب وكرمه وحضارته ونأمل أن تكون عملية التكريم التي جرت للمشاركين في نهاية هذا الطواف من قبل المعنيين وبوجود بعض الشخصيات الدبلوماسية العربية قد شكلت حافزاً و دافعاً للجميع ليقدموا ما عندهم من تميز ونجاح و إنجاز يفيد الوطن ويعلي من شأنه وسمعته.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار