«طريقنا الواحد» مجموعة شعرية جديدة لأطفال الوطن.. الشاعر زياد السودة: اخترت أن يكون عملي الأول عن الوطن
تشرين_ لمى بدران
لا شك أن الكتابة للطفل في هذه الفترة مغامرة من غير الممكن أن نُحسد عليها أبداً، لأن مخاطبتهم في زمن الحرب تحدٍّ كبير يجعلنا أمام مسؤوليةِ حثّهم على التعافي النفسي والفكري من آثار الأزمة على بلادنا الحبيبة، بكل حرص على القيم والمفاهيم التي يجب أن تبقى متجذّرة في نفوسهم، وأهمها حب الوطن والانتماء له، ومن أجل هذا عمل الشاعر زياد محمد السودة لمدة تصل إلى خمس سنوات على كتابة قصائد للأطفال تُعنى بالوطن بكل ما يمكن أن يحمله من حب وعطاء وثبات وحضارة.
يضم الكتاب الذي صدر للشاعر مؤّخراً و وسمه تحت عنوان «طريقنا الواحد» مجموعة من القصائد للأطفال والناشئين يغلب عليها الحس الوطني، تحضّ الأطفال على محبة الوطن والدفاع عنه وتوحيد الجهود ضد المطامع الخارجية والأخطار التي تتربص به، وتتغنى ببطولات الشهداء الذين قضوا دفاعاً عن تراب الوطن، وتدعو إلى لمّ الشمل العربي، وتنمية الحس القومي، وحُب الأرض والمدرسة، وخُضرة البلاد، والدفاع عن الحق في العلم والحياة والحرية.
ففي قصيدة «طريقنا الواحد» يقول الشاعر في أبياته:
هذي صروح المجد
نُعلي شأنها بدم الفداء
ونقدّسُ الدّمع الطهور
وقُدسها
حين ارتضاهُ دمُ البهاء
كيما نقول نشيدنا الأبهى
بساحات الفداء
حول بدايات العمل يقول الشاعر السودة لـ«تشرين»: كنت أذهب مع أطفالي الصغار وهما (توءم) إلى روضتهم، وانجذب لحركاتهم وتصرّفاتهم، وأراقبهم كثيراً فأحببت براءة الطفولة التي تشبه الزهور، وقررت منذ ذلك الوقت أن أدخل عالم الأطفال من خلال «أدب الطفل»، وبالنسبة للعنوان الذي اختارَه يضيف لنا الشاعر: جاء في مخيّلتي أكثر من عنوان للقصائد، لكني وجدتُ أننا نحن العرب جميعاً بحاجة إلى طريق واحد يجمعنا، وأنه يجب على أيادينا أن تتكاتف أمام ما يحصل في الوطن العربي عموماً، وفي غزة ولبنان خصوصاً، لذلك رأيت أن «طريقنا الواحد» هو العنوان الأنسب لمجموعتي.
وفي قصيدة عنوانها «من الجولان للقدس» يقول الشاعر:
من الجولان للقدس
طريق الفتية الثوار
من الجولان
حتى آخر المشوار
طريقٌ صاعد
للنّجم.. والشّمس
وجيلٌ للفدا يمضي..
ليحمي بالفدا بلدي
ويقطفَ من جنى الأرض
يصون كرامة العرض!
لقد أفصح لنا الشاعر زياد أن رغبته في وضع بصمة خاصة له في عالم الطفل كبيرة وسيتسمر بالعمل حتى الوصول إليها، وهو يعمل حاليا على مجموعة جديدة متنوعة المواضيع اقتربت من النهاية، وستصدر في وقت ليس بعيد.
الجدير ذكره هنا أن العمل جاء ضمن سلسلة أدب الأطفال من إصدارات اتحاد الكتاب العرب بدمشق، وهو من القطع المتوسط ويحمل حوالي عشرين قصيدة منظومة بتناسق وبساطة ومرونة من أجل الوصول للطفل بسلاسة وسهولة.