“شتاء دافئ بأسعار رمزية”.. مبادرة مجتمعية تحطم أسعار الألبسة الشتوية في باحة الكنيسة الإنجيلية العربية بحلب
تشرين – أنطوان بصمه جي:
احتضنت باحة الكنيسة الإنجيلية العربية في حي الفيلات بحلب المعرض السنوي للألبسة الجديدة والمستعملة بنسخته السادسة والذي تقيمه الكنيسة تحت عنوان” فإن كان لنا قوت وكسوة، فلنكتفِ بهما “، وعرض خلاله مختلف الأصناف من الألبسة الجديدة والمستعملة، إضافة للأحذية، ويتزامن المعرض مع الارتفاعات “الجنونية” التي شهدتها أسعار الألبسة الشتوية في الأسواق المحلية.
وبيّن الرئيس الروحي للكنيسة الإنجيلية العربية بحلب القس إبراهيم نصير في تصريح لـ “تشرين” أنّ المعرض السنوي السادس بدئ التخطيط له منذ 6 أشهر، ويهدف إلى ترسيخ قيم العطاء من خلال تطبيق نظام خدمة من وإلى المجتمع واستهداف الأسر الأكثر هشاشة، لافتاً إلى أن عدد المستفيدين من المعرض يصل إلى ألف مستفيد سيحصلون على الألبسة الشتوية بأسعار مخفضة، ليذهب ريع المعرض فيما بعد إلى برامج خيرية تقيمها الكنيسة سنوياً، وسيخصص ريع المعرض الحالي لذوي الأطفال المصابين بالسرطان والعائدين السوريين والأشقاء اللبنانيين الذين فروا من جراء الحرب المشتعلة في لبنان.
وأوضح القس نصير أن الهدف الرئيس للمعرض هو استقطاب الأسر العفيفة وشراء ما يحتاجونه بأسعار رخيصة للتخفيف من واقعهم الصعب ومساعدة الأرامل والمرضى والأيتام لجميع شرائح المجتمع، مضيفاً: إنّ الكنيسة تعمل ضمن مخطط منظم لمد يد العون للجميع لتخفيف معاناتهم قدر الاستطاعة، وبيّن أن تدهور القدرة الشرائية للأسر بسبب استهدافها من قبل كل القوى ذات النفوذ المالي الكبير وعدم وجود معيل للأسرة بسبب تبعات الحرب أديا للتفكير بإقامة المعرض بشكل سنوي.
وأوضحت منسقة المعرض تامي دكرمنجيان أن المعرض وسيلة لتشجيع أفراد المجتمع على تخفيف أعباء الآخرين من خلال العطاء، بالإضافة إلى أنه يشكل فرصة لتمارس الفعاليات التجارية دورها في المسؤولية المجتمعية عبر تبرعهم بالألبسة الجديدة للفئات الأكثر هشاشة، ومساهمة أفراد المجتمع في تقديم الألبسة المستعملة التي لا يحتاجونها، مبينة أن فريق المبادرة وصل إلى 18 شخصاً قاموا بعمليات فرز الألبسة وغسلها، في حين تصل الأسعار المعروضة إلى ما يقارب 5 % من سعرها الحقيقي في الأسواق.
إحدى زائرات المعرض السنوي أشارت إلى أن أسعار المنتجات المعروضة رمزية مقارنة بالأسواق المحلية التي تشهد ارتفاعات سعرية كبيرة تصل إلى أضعاف كثيرة، مؤكدة أنها استطاعت شراء حذاء جديد بسعر 50 ألف ليرة وذات جودة عالية، حيث استطاعت اقتناء جاكيت رجالي وبنطال مع استمراريتها بالبحث عن ألبسة شتوية لطفلتها.
وتحدثت المتطوعة ريما شكور عن دور المعرض في نشر ثقافة التطوع بين فئة الشباب، وتعزيز دور الكنيسة المجتمعي بوساطة الفعاليات المماثلة ضمن نطاق التكافل الاجتماعي البنّاء والشامل من حيث الفئات التي يستهدفها، وطرح منتجات بجودة عالية من جهة وبتخفيض يصل إلى 95 %.
يذكر أن معرض الألبسة يستمر ثلاثة أيام ويفتح أبوابه من الساعة الخامسة حتى الثامنة مساءً.
تصوير: صهيب عمراية