الأسود” المحلي يتفوق على المستورد..إقبال على حجر البازلت في أعمال البناء وحرفيون يطوعونه تصاميم وديكورات منزلية

درعا – عمار الصبح:
تشهد حرفة قص البازلت ومعالجته في محافظة درعا رواجاً متزايداً، بعد ازدياد الطلب على حجر البازلت في أعمال البناء، سواء في عمليات الإكساء الخارجي أو داخل المنازل في المطابخ والحمامات والأرضيات أو الإدراج، وأيضاً في تصميم الديكورات كطاولات الحدائق والجدران وشلالات المياه المنزلية.
ويسجل لحرفيي قص الحجر في المحافظة نجاحهم في تطويع البازلت ومعالجته ليأخذ شكله النهائي ويكون بديلاً مُنافساً وآمناً لأحجار الرخام المستوردة.
ووفقاً لتأكيد الحرفي ياسر الحاج صاحب منشأة لقص البازلت والرخام، فقد شهد الإقبال على استخدامات البازلت في البناء تزايداً ملحوظاً، وذلك بالنظر إلى ما يمتع به من خصائص كمتانته وشدة مقاومته للعوامل الجوية، وقدرته الكبيرة على مقاومة التلف والتآكل، وعدم حاجته لأعمال الصيانة المتكررة، فعمر حجر البازلت الافتراضي، قد يتجاوز المئة عام من دون الحاجة للتجديد المتكرر على حدّ قوله، ويضاف إلى ذلك كله شكله المميز وأسعاره المنافسة إذا ما قورنت بالرخام وخصوصاً المستورد، إذ تقل تكاليف البازلت بمعدل ٦٠٪ عن الرخام.
وأشار الحاج إلى تعدد استخدامات البازلت في عمليات الإكساء، إذ لم تعد مقتصرة فقط على الإكساء الخارجي وتلبيس الأبنية والفلل، بل تعداها إلى عمليات الإكساء الداخلي حيث كثرت استخداماته في الحمامات والمطابخ وصناعة رفوف المجالي والأرضيات والأدراج وغيرها من الاستخدامات الأخرى، وذلك بعد إخضاع الحجر للمعالجة والتلميع وهي عملية تأتي في المرحلة ما قبل النهائية، بهدف التخلص من أية عيوب في الحجر ومعالجة التشوهات الشكلية في حال وجودها، حتى أنه بات يضاهي أحجار الرخام والغرانيت المستورد في هذا الجانب.
بدوره يرسم أحد الفنيين العاملين في الحرفة مسار رحلة حجر البازلت التي تبدأ من أماكن تواجده وبكثرة في محافظتي السويداء ودرعا، حيث تتم عمليات استخراجه باستخدام آلات قطع ضخمة، ومن ثم يتم نقله عبر مركبات مخصصة للوزن الثقيل إلى المحاجر الكبيرة والتي تقوم بدورها بأعمال قطع وقص أحجار البازلت إلى أحجام ومقاسات مختلفة، ومن ثم يتم استجرار هذه الألواح من قبل ورش متخصصة تقوم بقصه ومعالجته حسب طلب الزبون، لافتاً إلى أن أكثر ما تعانيه هذه الحرفة هو تكاليف النقل المرتفعة خصوصاً وأنها تحتاج إلى شاحنات للنقل من الحجم الكبير لتستطيع تحمل الأوزان الثقيلة للحجر، إضافة إلى تكاليف صيانة معدات وآلات القص والمناشر التي تم تطويرها لتتلاءم مع قساوة البازلت.
وتنتشر منشآت قص البازلت في العديد من مناطق المحافظة مستفيدة من قربها من مواقع استخراج المادة الأولية، وحسب رئيس المكتب القانوني والإداري في اتحاد حرفيي درعا أيمن الضماد يبلغ عدد المنشآت المتخصصة بقص الحجر بأنواعه المختلفة ٣٢٢ منشأة في المحافظة يعمل منها حالياً نحو ٤٢ منشأة، مبيناً أن هذه الحرفة أثبتت نجاحاً متميزاً حيث أبدع الحرفيون في معالجة حجر البازلت ليناسب مختلف الاستخدامات وبما يضاهي الرخام المستورد وبأسعار مخفضة.
وأشار الضماد إلى أن نجاح الحرفيين في تطويع حجر البازلت وصنع أشكال وتصاميم فريدة منه، ساهم في زيادة الطلب على المادة ليس في درعا فقط بل شمل أيضاً المحافظات الأخرى، إذ إن بعض المنشآت تقوم وبشكل يومي بتحميل شاحنات من ألواح البازلت لتلبية الطلب إلى مناطق خارج المحافظة، على حد رأيه.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار